نافذة على الصحافة

مقعد سورية أولوية قصوى


ترى الجزائر في عودة مقعد سورية في الجامعة العربية في القمة التي تستضيفها  مطلع شهر تشرين الثاني المقبل فرصة لا يمكن تفويتها لترسيخ دور محوري للقمّة.

 

ورأى علاء الحلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد، وعقد سلسلة من المباحثات مع مسؤولين سوريين بينهم المقداد، لمس تفاؤلاً يمكن اعتباره واضحاً حيال إمكانية خرق المشهد السياسي القائم في الوقت الحالي، وفكّ تجميد مقعد سورية في الجامعة.

 

الكاتب قال:"انتقى لعمامرة الذي أعلن أنه تلقّى ردّاً خطّياً على رسالة تبون لم يفصح عن فحواه، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المقداد كلماته بعناية فائقة، فلم يحسم أمر عودة سورية إلى مقعدها على رغم تفاؤله الظاهر حيال الأمر، بيد أنه حسم أمر الدور السوري الكبير والبارز الذي يجب أن تلعبه دمشق في العالم العربي، والذي بدأت فعلاً لعبه، بعد أن فتحت معظم العواصم العربية أبوابها أمام إعادة العلاقات معها. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، بدا التناغم واضحاً بين الوزيرَين، اللذين أشارا إلى التَّغيّرات التي يشهدها العالم، وضرورة الاستعداد لها عبر عمل عربي مشترك، سواءً في إطار الجامعة العربية، أو حتى عبر العلاقات الثنائية بين البلدان العربية."

 

وأضاف الكاتب:"زيارة رأس الهرم الدبلوماسي في الجزائر لدمشق، والتي حرصت الخارجية الجزائرية على وصْفها القائمَ بها بأنه "مبعوث خاص لرئيس الجمهورية"، جاءت بعد أكثر من شهر على محاولات جزائرية واضحة لترسيخ صورة قوّة علاقتها التي لم تنقطع يوماً خلال السنوات الماضية مع دمشق. وتجلّى ذلك بوضوح في دعوة المقداد إلى المشاركة في احتفالات ذكرى استقلال الجزائر قبل نحو أسبوعَين، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين جزائريين على رأسهم تبون، الأمر الذي ساهم على ما يبدو في رسم خطّة جزائرية واضحة المعالم حول سُبُل تقريب وجهات النظر وتحقيق خرق للوضع السياسي القائم، وخَطَت سورية والجزائر خلال الأيام الفائتة خطوات واسعة على طريق تنسيق العمل في مجالات عدّة، من بينها المجال الاقتصادي، حيث تمّت إعادة إحياء "مجلس الأعمال السوري - الجزائري المشترك"، تمهيداً لتوسيع النشاط التجاري والصناعي، وفتْح الباب أمام الشركات الجزائرية للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار، وإعادة تأهيل قطاعات في البنى التحتية تعرّضت للدمار في سورية، بالإضافة إلى إفساح المجال أمام بضائع سورية عديدة لدخول الجزائر." 

 

وختم الكاتب: وتأتي الجهود الجزائرية لإعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، بشكل متواز مع جهود عربية أخرى في الاتّجاه نفسه، حيث تَلعب الإمارات وسلطنة عمان دوراً في هذا السياق، ويمكن النظر إلى الرغبة الجزائرية الواضحة في إشراك سورية في القمّة، على أنها مؤشّر إلى تقارب كبير في وجهات النظر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86982