نافذة على الصحافة

حرب باردة جديدة




عندما يعلن حلف الناتو أن الصراع مع روسيا والصين بات مكشوفاً، ولم يعد يخضع لقواعد العلاقات الدولية التي تفرض إبقاء أبواب الدبلوماسية والحوار مفتوحة، بعد وضعه روسيا والصين في قارب واحد في استراتيجيته الجديدة، الأولى تمثل التهديد الأكبر والمباشر لسلام وأمن أعضائه، والثانية تشكل تحدياً لمصالح دول الحلف وأمنها، فهو يقرر إعلان حرب باردة جديدة.


وعلقت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها بأن رد فعل الصين تمحور حول تشويه الدول الغربية صورتها، حيث قال المتحدث باسم وزارة خارجيتها جاو ليجيان "إن تضخيم تهديد الصين المزعوم عقيم كلياً.. والحلف يشكل التحدي الفعلي للسلام والاستقرار العالميين"، أما موسكو فرأت أن الدول الغربية تعيد العالم إلى زمن الحرب الباردة.

وقالت الصحيفة: كيف يمكن أن تتصرف بكين وموسكو حيال هذا التحول؟ وهل يمكن أن تقبلا بفرض الأحادية القطبية من خلال العمل على إقصائهما أو "شيطنتهما"، وافتعال أزمات حول العالم باعتبارهما تشكلان تهديداً لمصالح الحلف؟.. المرجح أن يكون الرد مشتركاً لأنهما باتتا في نظر التحالف الغربي تشكلان تهديداً له، وذلك بأن تنتقلا من مرحلة الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما حالياً إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري، وبذلك تكون الدول الغربية قد فرضت "تحالف الضرورة" على بلدين باتا يشعران أنهما مستهدفان، وهذا سيؤدي بدوره إلى مرحلة استقطاب دولية ينقسم فيها العالم إلى محورين، واحد مؤيد للتحالف الغربي، وآخر مؤيد لتحالف الصين وروسيا.

وتابعت الصحيفة: هذا الأمر إذا تحقق يعني أن العالم سوف يشهد المزيد من الأزمات والصراعات والحروب، كما سيؤدي إلى إضعاف الأمم المتحدة ودورها ومؤسساتها، ويحوّل ميثاقها إلى ورقة للتاريخ، ويعطل أي جهد ممكن لمواجهة التحديات المصيرية الأخرى التي يواجهها العالم مثل الأوبئة والمناخ والفقر والجوع، الذي يطرق أبواب العالم من جراء الحرب الأوكرانية.

وأكدت الصحيفة أن الاستراتيجية الغربية الجديدة هي إعلان صريح برفض التعددية القطبية والشراكة العالمية من أجل الاستقرار والسلام، وإصرار على القطبية الأحادية التي تحدد مصير العالم وتفرض الحلول للأزمات الدولية وفقاً لمصالحها.

وختمت الصحيفة: لا شك أن قمة الناتو شكلت نقطة تحول مهمة من حيث استراتيجيتها الجديدة، وتوسيع الحلف شرقاً من جديد بقبول عضوية السويد وفنلندا، وتحويل روسيا من شريك إلى "تهديد" جيوسياسي وعسكري، وتصنيف الصين كتحدٍ كبير، وهذا يرفع من سقف التصعيد بما يهدد الأمن والسلام العالميين.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86475