قضايا كثيرة تحتاج إلى تنسيق وتوافق للتواصل إلى حلول، كانت على طاولة الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في بيروت، ورأت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن أهم الأولويات التي تتصدر الاهتمام في هذه الفترة تتصل بالأمن الغذائي العربي المتأثر بالأوضاع العالمية وتداعياتها السلبية التي تهدد بنقص كبير في موارد الغذاء قد يصل إلى حافة المجاعة، كما هي الحال في الصومال، وهو تحدٍ يستوجب تكثيف العمل المشترك لتفادي الأسوأ.

 

وقالت الصحيفة إن هذه المستجدات لم تكن مطروحة بحدة قبل سنوات قليلة، ولكنها اليوم تتصدر الاهتمام وتمثل عبئاً إضافياً على الجامعة العربية، فضلاً عن القضايا الرئيسة التي يجب ألا تسحب من دائرة الضوء، وأهمها القضية الفلسطينية، ومسألة عودة سورية إلى الجامعة العربية التي ما تزال محل تجاذب، على الرغم من أن لمّ الشمل العربي يقتضي أن تعيد الجامعة العربية ترتيب بيتها، بمشاركة كل الدول الأعضاء، حتى يتسنى طي الصفحة السوداء التي خيمت على الأمة في العقد الماضي، بفعل أوهام ما يسمى "الربيع العربي"، ونزعات التفتيت والتقسيم، وإذا كان هناك إيمان فعلي بالتضامن العربي، فيجب أن تكون قمة الجزائر المقبلة محطة تاريخية تسمح بالتأسيس لانطلاقة عربية جديدة، تعتبر بأخطاء الماضي، وتنخرط في مسارات المستقبل.

 

وختمت الصحيفة: كان الاجتماع الوزاري في بيروت أيضاً رسالة دعم للبنان بعد الصعاب الكبيرة التي واجهته في الفترة الماضية، ومما لا شك فيه أن الاجتماع سيكون له الأثر الطيب على الوضع اللبناني الداخلي الذي يجب أن يصفّي أزماته، ويرسم  بمشاركة جميع أبنائه  طريقه إلى الخلاص من إرث مشاكله المزمنة ليحقق الاستقرار والازدهار.