لا شك أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الأخيرة إلى طهران شكلت منعطفاً كبيراً له نتائجه العميقة في العلاقات بين البلدين، وأحكمت أواصر العلاقة المتينة التي ترسخت عبر عقود مضت، حتى صارت العلاقة بينهما علاقةً يمكن وصفها بأنها "تحالف الإرادة" في مواجهة مساعي الهيمنة الغربية على العالم، وغدت العلاقات الثنائية تتمحور حول التحديات المشتركة والتعاون الوثيق في مختلف المجالات، وهو ما بحثه الرئيس الأسد مع وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله والوفد المرافق في دمشق.

 

التطورات على الأرض في سورية كان لها النصيب الأكبر من المباحثات حيث اعتبر الرئيس الأسد أنّ النظام التركي  يعتدي على الأراضي السورية كلّما حدث تقدم للجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية، وأوضح أن الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وروابط حسن الجوار التي يُفترض أن تجمع بين البلدَين الجارَين، وفي ظل التطورات على الأرض أيضاً اعتبر عبداللهيان أنّ الاعتداءات الإسرائيلية هي إحدى وسائل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وجدد موقف بلاده الثابت في دعم سيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضها لأيّ عمل عسكري على أراضيها، وناقش الجانبان سياسات النظام التركي والتهديدات بعدوان جديد يستهدف سورية

 

ووضع عبد اللهيان الرئيس الأسد في صورة المحادثات التي جرت على هامش قمة بحر قزوين الأسبوع الماضي، وآخر تطورات المفاوضات الجارية بخصوص الملف النووي الإيراني.

 

وتأتي أهمية اللقاءات السورية الإيرانية من انعقادها على أعلى المستويات وهو ما أكده وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال مؤتمر صحفي مع عبد اللهيان، وأكد أن من الضروري  تحسين وتطوير العلاقات بين الدول المجاورة، وسورية تقدر عالياً سياسة إيران لتحسين العلاقات مع الدول الجوار، كما أوضح أن إيران تشارك في مسار آستانة، وسورية تؤكد اتفاقها مع الأشقاء في إيران على مسار هذه الأدوات الدولية لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة، كما تشيد بالدعم الإيراني في هذه الظروف الصعبة.

 

وأكد الوزير المقداد أن  علاقات البلدين حميمية وقائمة على المودة والاحترام المتبادل والرغبة بتعميقها، إذ إنها تمتد إلى أربعة عقود وقائمة على الثقة المتبادلة، وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن إيران ستواصل دعمها لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها.