نافذة على الصحافة

تتريك في الشمال!


لا تبدو "المناطق الآمنة" التي تملأ أنقرة الكون صراخاً حولها آمنةً إلا لقادة الإرهابيين المرتزقة التابعين لها، على الرغم من  تصريحات لم تتوقف حول الغاية من تلك المناطق وهي "الحفاظ على وحدة الأراضي"، و"تحقيق الاستقرار الأمني"، و"تشجيع عودة اللاجئين السوريين بشكل طوعي".

 

لكن نظرة على العمليات العدوانية التي احتلت فيها تركيا مناطق في الشمال تنبئ يقيناً بحقيقة تلك المناطق، ولا تزال عفرين التي احتلت تحت اسم "غصن الزيتون" تئن تحت "تحقيق الاستقرار" الذي ادعته تركيا، إذ إن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية وتقارير حقوقية قالت إن "عفرين تشهد حالة من عدم اليقين، ومَن يخرج من منزله لا يعرف ما إذا كان سيعود إليه أم لا"، وتذكر تقارير  أن 41 مواطناً ومواطنة واجهوا مصير الموت بطرق مختلفة خلال عام 2021، بينهم 7 نساء و4 أطفال، بينما اختُطف واعتُقل 648 شخصاً، من بينهم 100 امرأة مسنة.

 

وتؤكد تقارير أن المرتزقة التاتبعين للاحتلال التركي وضعوا بصورة منهجية نقوشاً على المنازل المصادَرة من أصحابها السوريين، وهناك مناطق لم يبق فيها إلا 20 % من سكانها الأصليين، ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر أن المجموعات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي صادرت الأملاك المنقولة وغير المنقولة لمئات العائلات، وعملت على تخويف وإرهاب الناس لترك منازلهم، كما أجبرت آخرين بقوّة السلاح على مغادرة عفرين.

 

وأكدت الصحيفة أن هناك سلوكيات واضحة تمارَس على الأرض في مختلف مناطق الشمال السوري التي خضعت لعمليات عسكرية تركية، من الباب إلى جرابلس وعفرين وغيرها، من خلال وضع سياسة تتريك واضحة المعالم، اختيرت لتنفيذها مجموعة من الشخصيات الذين يتولون قيادة الفصائل التابعة للاحتلال.

 

ويتجلى التتريك من خلال السيطرة على المدارس وفرض تعليم اللغة التركية، وتوزيع بطاقات شخصية للسكان تحمل العلم التركي، إضافة إلى سيطرة شبكات الكهرباء والبريد والاتصالات التركية على قطاع الطاقة والاتصالات في المنطقة، وصولاً إلى فرْض التعامل بالليرة التركية.



لا تُظهر معطيات الأرض ما يسرده المسؤولون الأتراك ووسائل إعلامهم، فالمناطق الآمنة ما هي إلا ساحة لتفريغ الحقد والغل بحق الشعب السوري، حيث ترتكب أفظع الجرائم باسم تحقيق الاستقرار وحماية السلام.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86286