نافذة على الصحافة

في قراءات الزيارة.. حزيران الملتهب



غالباً ما تكون زيارات السيد الرئيس بشار الأسد الخارجية محسوبة بعناية، ولأغراض استراتيجية على درجة كبيرة من الأهمية، لكن المعلومات عن زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران ما زالت شحيحة ومقتصرة على صور اللقاءات، ولكن توقيتها يشي بالكثير.

الكاتب عبد الباري عطوان قدم في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم قراءة لما بين السطور، ولخص الأسباب المحتملة للزيارة في نقاط عدة؛ فالزيارة تتزامن مع المناورات العسكرية "الإسرائيلية" الأضخم من نوعها قرب الحدود السورية واللبنانية، وسط أنباء تتحدث عن التحضير لحرب كبرى ضد محور المقاومة، والسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أكد في خطابه الأخير أن حلف المقاومة سيرد على أي عدوان إسرائيلي قادم في العمق السوري، وقال إن نظرية الرد في الزمان والمكان المناسبين قد سقطت إلى غير رجعة، كما أن المنطقة العربية تشهد قواعد اشتباك سياسية وعسكرية جديدة على أرضية الحروب الأوكرانية، ربما تؤدي إلى تغيير جذري في خريطة التحالفات الإقليمية والدولية، وسورية تواجه أزمة طاقة حادة، تعود جذورها إلى أمرين؛ الأول الاحتلال الأمريكي لآبار الغاز والنفط السورية شرق الفرات، والثاني الحصار الأمريكي الخانق، وتعتبر إيران طوق الإنقاذ الأبرز.

وتابع الكاتب: لا نريد أن نستبق الأحداث ونتسرع بالوصول إلى تكهنات قد لا تكون دقيقة، ولكن ما يمكن أن نقوله، وبحذر شديد، أن شهر حزيران (يونيو) قد يكون ملتهباً أسوة بالكثير من “الحزيرانات” السابقة التي كانت حاضنة لمعظم الحروب والمعارك التي تفجرت في المنطقة العربية على مدى 75 عاماً، ومن الواضح أن روسيا التي وجدت في كل من سورية وإيران حليفين موثوقين، ومن “إسرائيل” صديقة “عاقّة” ناكرة للجميل تلعب على كل الحِبال، وتدعم الصهيوني زيلينسكي، وتقف في الخندق الأمريكي علانية، من الواضح أن روسيا قد تكون أعطت الضوء الأخضر لإيران وسورية للرد على أي عدوان إسرائيلي، ورفعت الحظر بالتالي عن استخدام الجيش العربي السوري لصواريخ “إس 300” الروسية لضرب الطائرات الإسرائيلية المغيرة.

وختم الكاتب: الغارة الإسرائيلية القادمة على أهدافٍ إيرانية في العمق السوري، هذا إذا حدثت، قد تكون الاختبار الحقيقي.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85230