تعد قضية "الأمن الغذائي" من أهم القضايا التي تشغل دول ومنظمات العالم منذ منتصف القرن الماضي.

 

وفي هذا الشأن قالت «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة» (فاو)، إن أسعار الغذاء العالمية قفزت قفزة هائلة إلى مستوى قياسي جديد، في آذار الماضي، وذلك منذ عام 1990؛ إذ أربكت الحرب في أوكرانيا أسواق الحبوب والزيوت النباتية.

 

وقال نائب مدير قسم الأسواق والتجارة بـ "منظمة الأغذية والزراعة" (فاو)، إن الزيادة الأخيرة بالمؤشر عكست أعلى المستويات على الإطلاق لمؤشرات الزيوت النباتية والحبوب واللحوم، حيث عكست الزيادة ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والحبوب الخشنة، مدفوعة إلى حد كبير بالصراع وتعطّل الصادرات من أوكرانيا، وبدرجة أقل من الاتحاد الروسي.

 

وأفاد مدير قسم الاسواق أن الخسارة المتوقعة للصادرات من منطقة البحر الأسود أدت إلى تفاقم التوفر العالمي المحدود بالفعل للقمح.

 

ويمثّل الاتحاد الروسي وأوكرانيا معاً نحو 30 في المائة من صادرات القمح و20 في المائة من صادرات الذرة على الصعيد العالمي على التوالي، خلال السنوات الثلاث الماضية. وقد سجّلت الأسعار العالمية للقمح زيادة حادة بنسبة 19.7 في المائة. 

 

وفي سياق منفصل، أعلنت «الفاو» مؤخراً أن نحو 1.79 مليار يورو جُمعت على المستوى الدولي لمساعدة دول غرب أفريقيا والساحل على مكافحة المجاعة المتفاقمة.

 

وحذّرت "الفاو" من أنّ "الجوع وسوء التغذية قد يطالان 38.3 مليون شخص بحلول حزيران"، إذا لم تتّخذ تدابير مناسبة، مشيرة إلى أزمة "ذات حجم استثنائي". 

 

فيما حذر خبراء من أنّ الجفاف الشديد وجائحة "كوفيد"، والآن الحرب في أوكرانيا، هي جميعها «عوامل تُفاقم» مخاطر المجاعة في الساحل وغرب أفريقيا.