اقتصاد وأسواق

روسيا تنجح في درء خطر التخلّف عن سداد الديون


خاص || الإعلام تايم 

 
 
تعتبر الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 ليست مجرد حدث جيوسياسي ضخم، ولكنها أيضًا نقطة تحول جيو-اقتصادية. 
 

فمنذ انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا لم تتوقف الولايات المتحدة وأوروبا عن تضيق الخناق على موسكو من خلال فرض العديد من العقوبات، التي هي أشد إجراءات تم فرضها على الإطلاق ضد دولة بحجم روسيا وقوتها وتلحق الضرر بالاقتصاد الدولي ككل وقد تؤدي به إلى مزالق الركود.


ففي غضون أقل من ٤ أسابيع، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعزل البنوك الروسية الكبرى عن النظام المالي العالمي، وتجميد احتياطيات دولية لروسيا بنحو 300 مليار دولار، ولكن الحكومة الروسية ردت على العقوبات بعدة طرق، واتخذت سياسات طارئة لحماية أرباح النقد الأجنبي ودعم الروبل.


في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلنت وزارة المالية الروسية من السداد بالعملة الروسية الروبل قروضا أجنبية لسندات مقومة بالدولار، وذلك بعدما رفض مصرف مراسل أمريكى إتمام أوامر الدفع بالعملة الأمريكية، وبذلك تكون روسيا قد سددت للمرة الأولى ثمن قروض أجنبية بالعملة الروسية، وتجنبت التخلف عن سداد ديونها السيادية، و أوفت التزامها بتعهداتها المالية على الرغم من القيود الغربية و العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ووفقا لبيان صدر عن الوزارة الروسية فقد تم سداد مبلغ بقيمة 649.2 مليون دولار لمقرضين أجانب بالعملة الروسية، وذكرت الوزارة، أن روسيا لأول مرة سددت سندات يوروبوند (دولية)"روسيا-2022"و"روسيا-2042" لحامليها الأجانب بالروبل بعد أن رفض بنك أجنبي تنفيذ أوامر بالعملة الأجنبية.


وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت إنها منعت سداد مدفوعات ديون بالدولار من حسابات الحكومة الروسية في البنوك الأمريكية، وتحديدا تم حظر سداد المدفوعات من الحسابات الروسية المجمدة في البنوك الأمريكية.


لكن الحكومة الروسية في الظروف الحالية قامت بعرض طريقة غير معتادة لمواجهة الموقف، وأعلنت أنه يمكن سداد ديونها بالعملة الأجنبية رغم العقوبات، لكنها في نفس الوقت، سمحت لنفسها وللشركات بالدفع بالروبل، موضحة أنه في هذه الحالة، سيتعين على المقرضين الأجانب أن يتفاوضوا بأنفسهم مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخصوص تجميد الدولار أو اليورو من احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي لروسيا الاتحادية.


وبهذا نكون روسيا نجحت طوال عدّة أسابيع في درء خطر التخلّف عن تسديد الديون، بعد أن أتاحت الخزانة الأميركية استخدام عملات أجنبية تملكها موسكو في الخارج لدفع ديون خارجية.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=8&id=84725