نافذة على الصحافة

هل اقترب أردوغان من دمشق؟


قنبلة سياسية من العيار الثقيل فجرتها صحيفة حرييت التركية عندما كشفت في تقرير لها عن وجود توجه لدى رئيس النظام التركي وحكومته لفتح حوارٍ مع السلطات السورية لإعادة العلاقات بين البلدين إلى صورتها الطبيعية.. عبد الباري عطوان أكد في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم عدم صدور أي تأكيد أو نفي لهذا الخبر من الجانبين التركي أو السوري إذ إن البعض يعدونه مجرد بالون اختبار، ورغبة من أردوغان لترميم صورته التي اهتزت في أوساط جيرانه العرب، بعد فشل خطط إسقاط الدولة في سورية، ومبالغته في التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاقه ملف عملية اغتيال خاشقجي على أمل استعادة العلاقات الاقتصادية مع السعودية، وقبل كل هذا وذاك تحسين العلاقات مع الإمارات، وفتح قنوات حوار مع مصر. 
 
وقال عطوان: هناك معسكران داخل تركيا وفي سورية استطلعت الصحيفة آراءهم حول هذه المسألة: 
الأول: يقول إن هذه التقارير غير دقيقة، وتلجأ جهات مقربة من أردوغان إلى تسريبها بين الحين والآخر لتوجيه رسائل إلى أكثر من جهة على رأسها الحكومة السورية، والأكراد واللاجئين السوريين على الأراضي التركية لتهيئتهم لمخطط قادم بترحيلهم، أو نسبة كبيرة منهم، بعد أن أصبح هؤلاء قضية أساسية في الحملات الانتخابية الرئاسية والبرلماني، وخاصة من قبل المعارضة التركية التي ترجح استطلاعات الرأي فرص نجاحها، ومن ضمن من تواصلت معهم الصحيفة هو الدكتور حسني محلي الخبير في الشّأن التركي الذي أكد أن هذه التسريبات لا أساس لها من الصحة، لأن هذه المصالحة تعني الاعتراف بالهزيمة التركية في الملف السوري. 
 
أما المعسكر الثاني يعتقد أن هناك بعض الصحة في هذه التقارير، ولا دخان دون نار، لأن دولة الإمارات العربية المتحدة التي زارها الرئيس الأسد كما زارها أردوغان تقوم بدور الوساطة لإزالة الخلاف بين الجانبين، وأن لقاءات جرت بينهما سابقاً على مستوى رئيسي جهاز المخابرات، وربما تكون هذه الوساطة الإماراتية قد حققت بعض النجاح في كسر جبل الجليد، وحدوث "اختراق ما" لنقل هذه اللقاءات إلى المستوى السياسي، وبمباركة روسية. 
 
وأضاف عطوان: الرسالة السرية التي قيل إن الرئيس أردوغان بعث بها إلى القيادة السورية عبر الوسطاء تؤكد ثلاث نقاط يمكن أن تشكل أرضية قوية للحوار: 
أوّلًا: التزامه بوحدة الأراضي السورية، واستعداده لسحب قواته. 
ثانيا: ضمان أمن اللاجئين العائدين إلى سورية في أي تسوية قادمة. 
ثالثا: التصدي "لأنشطة حزب العمال الكردستاني" انطلاقاً من الأراضي السورية تحديداً.. ما نستخلصه من كل ما تقدم أن احتمال فتح قناة الحوار بين الجانبين التركي والسوري هو الأكثر ترجيحاً في ظل حاجة البلدين إلى التوصل إلى حلول سياسية للأزمة الحالية بينهما، والتطورات العالمية الناجمة عن أزمة أوكرانيا، وبُروز الدور الروسي، وتراجع الدور الأمريكي. 
 
وأضاف عطوان: الرئيس بوتين قدم السلم لأردوغان في قمة سوتشي الأخيرة لإصلاح العلاقات مع سورية عندما عرض تفعيل معاهدة أضنة عام 1998 التي تحقق الأمن للبلدين، وتشكل أرضية للتعاون في المجالات كافة، وخاصةً محاربة الإرهاب، ولكن أردوغان تهرب من الجهود الروسية لإحيائها ويبدو أن الوقت قد حان للعودة إليها، مع اقتراب البدء في معركة إعادة الإعمار في سورية، التي ستلعب المليارات الخليجية دورًا كبيرًا فيها، ويتطلع إلى حصة كبيرة للشركات التركية فيها.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84641