نافذة على الصحافة

أمريكا شاخت قبل أوانها



بوابة أوروبا الشرقية مستباحة لروسيا، وواشنطن غير قادرة على المواجهة، والخطر الصيني قادم، وهيمنة الغرب الأبيض ولت، هذا ما رآه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام مناصريه تحضيراً لإعادة ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية الثانية.


ماكرون استحضر فشل أوروبا وأمريكا في مواجهة روسيا في أوكرانيا، وصعود التنين الصيني اقتصادياً ومنافسته لهما في العالم، ويرى محمد سلامة في مقال نشرته صحيفة الدستور الأردنية أن ما قاله ماكرون نصف الحقيقة، وبين الأسباب.
وقال الكاتب إن ما لم يقله ماكرون (نصف الحقيقة الآخر) أن العسكرة الفرنسية في أفريقيا تتلاشى بفعل التنافس الروسي والصيني وأن أمريكا شاخت قبل أوانها، فالحماية التي كانت قائمة فترة الحرب الباردة لأوروبا انتهت بعد العملية الروسية في أوكرانيا، وقصة تحالف الناتو وزعامة أمريكا باتت تحت المجهر، فلا أحد في واشنطن وعواصم أوروبية لديه الجرأة على القول إنهما مستعدان للتضحية والفناء ببلادهما من أجل أوكرانيا، وهذا قد يتكرر مع دول أوروبا الشرقية مثل بولندا أو ليتوانيا واستونيا ولاتفيا وو..إلخ، فإذا قرر القيصر إعادتهما إلى الأراضي الروسية فإن الناتو هزيل وغير قادر على المواجهة وواشنطن لن تضحي بفنائها من أجل أوروبا.

وأضاف الكاتب: تناسى الرئيس ماكرون أن كلمة الهيمنة يقابلها فعلياً العنصرية للجنس الأبيض، فما قاله نصف حقيقة أراد تنبيه أوروبا وأمريكا بأن ما يحدث الآن في بوابة أوروبا الشرقية لن يقف عندها وأن ما بيناه منذ عقود وما جرى تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية أضحى بيد الروس والصين وأن تعدد الأقطاب الدولية يعني ببساطة نهاية أحادية الغرب في الهيمنة على العالم، وبكل الأحوال فإن العملية في أوكرانيا كشفت الأخطر سياسياً وأمنياً واقتصادياً على العالم، وانتصار روسيا له ما بعده وانكسارها له ما بعده أيضاً.

وختم الكاتب: شكراً للرئيس ماكرون على اعترافه بأن حضارة الغرب هي حضارة لصوص وليست حضارة حقوق إنسان.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84591