نافذة على الصحافة

انتفاضة مسلحة ثانية!


 
تأريخ لنهاية مرحلة وبداية أخرى مختلفة تماماً؛ بهذا وصف عبد الباري عطوان في مقالة نشرتها صحيفة رأي اليوم العمليات الفدائية الثلاثة التي نفذها 4 شبان فلسطينيين، وقال إن ذلك سيناريو انتفاضة مسلحة ربما تكون عملياتها أكثر شراسة من سابقتها الانتفاضة الثانية التي اندلعت أحداثها بعد فشل لقاء كامب ديفيد في عام 2000 كرد على المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية في حينها لتشريع تهويد القدس المحتلة، وإلغاء حق العودة.
 
وأضاف عطوان: الشعب الفلسطيني وجيله الجديد العملاق، قرر أن يعتمد على نفسه ويثور على هذا الوضع المزري الذي يعيشه ويتعامل مع الاحتلال المتغطرس باللغة الوحيدة التي يفهمها أو يخشاها، لغة المقاومة والشهادة، فلم يعد لديه ما يمكن أن يخسره غير التهميش والهوان والإذلال بأشكالها كافة.
 
وتابع عطوان: هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها شاب فلسطيني قتل أربعة مستوطنين في مدينة بئر السبع بسكين، وليس بسلاح ناري، الأمر الذي ينطوي على جرأة وكم من الغيظ والرغبة في الثأر غير مسبوقين، ولو كان يملك سلاحاً نارياً لاختلفت النتيجة حتماً.. العمليات الهجومية لم تكن عفوية فردية، بل نتيجة تخطيط تقف خلفه حركة مقاومة، فعملية الخضيرة (الثانية) وقعت في الذكرى العشرين لعملية الخضيرة الأولى التي هاجم فيها فدائيون فندق “نتانيا بارك” في عيد الفصح وأدت إلى مقتل 30 إسرائيليا.
 
وأكد الكاتب أن هذه العمليات الثلاثة أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانتها في مقدمة الاهتمام العالمي، وكادت أن تتفوق على حرب أوكرانيا العالمية، بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً من التهميش والخداع والتضليل والمفاوضات العبثية وأعمال القتل والاستيطان.. وقال إن الإسرائيليين، حكومة وشعباً، اعتقدوا مخطئين أن الشعب الفلسطيني استسلم وركع، وجاءت العمليات بمثابة جرس إيقاظ وإنذار في الوقت نفسه.
 
 
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84539