بعد الضجة الكبرى التي أحدثتها تصريحات الرئيس الأمريكي في خطابه في وارسو التي قال فيها إن "فلاديمير بوتين لا يمكنه البقاء في السلطة"، بادر البيت الأبيض سريعاً إلى التأكيد على أن الإدارة الأمريكية لا تسعى مُطلقاً إلى تغيير النظام في روسيا، وأن الرئيس بايدن خرج عن النص، وأن هذه العبارة لم تكن مكتوبة في الخطاب الرسمي، غير أن بايدن تمسك بالعبارة وقال إنه كان يعبر عن غضب يشعر به من الناحية الأخلاقية، بالنظر إلى تطورات "الأزمة الأوكرانية".
بايدن كان يعني كل كلمة قالها، وهذا ما رآه عبد الباري عطوان في مقاله في صحيفة رأي اليوم لأن بايدن لم يُخفِ هذه الرغبة منذ اليوم الأول لوصوله إلى البيت الأبيض، عندما وضع روسيا على قمة قائمة الأعداء، وهو الذي يقف خلف تصعيد الأزمة الحالية في أوكرانيا لجر الرئيس بوتين إلى مصيدتها تماماً مثلما جر سلفه الجمهوري جورج بوش الأب صدام حسين إلى مصيدة الكويت.
وأكد عطوان أن غباء بايدن الأكبر يتجلى في اعتقاده أن بوتين يسهل الإطاحة به بالطريقة نفسها التي أطاحت فيها بلاده بالرؤساء في ليبيا والعراق واليمن وتونس ومصر عبر زعزعة الاستقرار الداخلي من خلال العقوبات التجويعية وتوظيف المنظمات غير الحكومية “N G O”، ولكن حساباته جاءت خاطئة، وأعطت نتائج عكسية.
وختم الكاتب: الرئيس بوتين هو الذي قد يطيح بالرئيس بايدن، وحزبه الديمقراطي، مثلما ساهم بدورٍ سيبراني خطير حسب بعض الوثائق، بالإطاحة بهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة، والإتيان بـ"صديقة" ترامب إلى البيت الأبيض. |
||||||||
|