صحافة

سورية تتهيأ.. هل تقترب العودة؟


في تشرين الثاني من عام 2011 قرر المجتمعون في الدوحة أن يفرغوا مقعد أهم عضو مؤسس في الجامعة العربية تحضيراً لمرحلة جديدة، وعلى مدى أكثر من عقد كان حضور غياب دمشق أشد وطأة. 
في حال اعترف المجتمون بعد هذا الوقت وكل نقاط التحول التاريخية التي جرت في أرجائه بخطئهم الفادح أم لا، فإن المحاولات الحثيثة لإعادة سورية إلى الجامعة العربية خير دليل على فشل التوقعات والخطط فشلاً ذريعاً.   
 
 
فما موقف الجامعة العربية بعد أكثر من عقد على تعليق عضوية سورية فيها؟ 
 
 
لم يهدأ هدير الطائرات في الأجواء السورية مؤخراً.. مسؤولون عرب نقلوا إلى القيادة السورية ما نقلوا، وينبئ مستواهم الرفيع بحجم ما جاؤوا به، وعلى هذا تشكل مسألة عودة سورية إلى "جامعة الدول العربية" وفق ما أوردت صحيفة الأخبار اللبنانية مادة دائمة للنقاشات المتواصلة في أكثر من عاصمة، وذلك بهدف إيجاد صيغة تتيح تحقيق هذا الهدف قبيل القمة المرتقبة في الجزائر. 
 
 
وتواجه تلك الجهود بحسب الصحيفة عقبات تقنية وسياسية يحاول المعنيون التغلب عليها عبر تحقيق توافقات موضعية يمكن البناء عليها لإتمام العودة، وهو ما يفسّر الدفْع الحثيث، الروسي - الإماراتي - العُماني خصوصاً، في اتّجاه إصلاح العلاقات السورية - السعودية، قبل اتّخاذ أيّ خطوة تالية. 
وتقول الصحيفة إن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عبر عن موقف الجامعة المحرج في ظلّ استعادة الحكومة السورية السيطرة على معظم مناطق البلاد من جهة، وفشل التجمّعات والهيئات المعارِضة التي تشكّلت خلال السنوات العشر الماضية في تحقيق أيّ حضور سياسي فعلي، وذلك عقب لقائه ملك الأردن عبدالله الثاني قبل أيام، بالقول: إنه "كانت هناك تصرّفات كثيرة غير موفّقة من قِبَل بعض الدول العربية، وأحياناً رؤى مضطربة أدّت إلى هذا الوضع... وكانت هناك إحالات إلى مجلس الأمن وإلى الأمم المتحدة بشكل لا ينبغي أن يكون، ولن أزيد على ذلك". 
 
 
مسارات سياسية عدّة متوازية ومتكاملة تتولّاها روسيا والإمارات وسلطنة عُمان يتم العمل بها بهدف التوطئة لعودة العلاقات السورية – السعودية أوّلاً، لما تحمله هذه العودة من تأثير كبير على المنطقة، وهو ما تدعمه أيضاً مصر والجزائر والأردن والعراق، وتدور في الكواليس في هذا السبيل محادثات عديدة لوضع أرضيّة لحلّ القضايا الخلافية بين دمشق والرياض، وثمّة مؤشّرات إلى وجود انفراجة سياسية في العلاقات، من بينها زيارة الوزير العماني لدمشق، بعد يوم واحد من الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في الكويت. 
وتجري على خطّ موازٍ دراسة آلية العودة، وإذا ما كانت ستتمّ عبر موافقة جميع الأعضاء، أم عبر اعتماد مبدأ الأغلبية، وكذلك مَن سيحضر القمّة، ومَن سيشارك في التصويت.
 
 
 
مقدار نجاح الجهود العربية لإعادة سورية إلى مقعدها في الجامعة يرتبط أيضاً بنية الولايات المتحدة التي يتسلح بعض العرب بموقفها تجاه سورية، فعلى أي الجانبين سيميل العرب؟
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=6&id=83190