مجتمع

"إنسان النصف" بين الحقوق والواجبات


الإعلام تايم – د. خيرية أحمد


"أيمتى رح يخلص هالدوام، ما بيهمني غير آخد هالراتب،  المهم آخد الملخص من الأستاذ، نسيت كل المعلومات المهم نجحت بالمادة.....الخ" هذه العبارات وغيرها ممن يشبهها دائمة الذكر على ألسن أشخاص كل همها الحصول على الحقوق مغفلين الواجبات.

 

هؤلاء الأشخاص يمثلون فئة ليست بالقليلة متواجدة في البيئات الأسرية والوظيفية والمجتمعية، تربوا وترعرعوا على أساليب تنشئة غير مناسبة منها الاتكالية والاعتمادية وعدم تحمل المسؤولية يأخذوا ما يتاح لهم ولا يعطوا شيء، يعملوا أبسط الأعمال، وآثار هذه الفئة وفكرها وشخصياتها وأعمالها قد لا تظهر في الفترة الآنية بل في المستقبل، وتشكل الفساد والهدم، فلا يعمر معهم مجتمع ولا تنهض بهم أمم، وخير مقولة عنهم "افساد النهضات يكون بإنتاج إنسان النصف" للمفكر الجزائري مالك بن بني، فإنسان النصف وفق بني هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه ولكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه.

 

يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط وهمه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للامتحان دون أن يكون هدفه التعلم.

 

يذهب للعمل ويقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت ويعود لحياته ويحصل على معاشه، لا يدرس كطالب ولا يعمل كموظف ولا يبدع في معمل ولا يبتكر في متجر ولا ينجز في مشروع.

 

هو باستمرار إنسان النصف.. يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=82804