الإعلام تايم

أشرقت شمس يوم الأربعاء السابع من أيار/مايو 2014 على حمص وليدةً بعد ثلاث سنوات من المخاض، باتت ساعات الترقب ثقيلة ولم يعد هناك من جلد لمزيد من التأجيل .. بعدسات تسترق اللقطات بدأت قوافل الإجلاء الخضراء تغادر الأحياء المهدمة تاركةً خلفها ثلاث سنوات سوداء تنفيذاً لبنود الاتفاق على إيقاف إطلاق النار وإجلاء المسلحين عن مدينة حمص، وبعيداً عن أي تغطية إعلامية مباشرة، تم إجلاء / 968 / مسلحاً من أحياء حمص القديمة حملوا بـ/ 24 / حافلة غطيت نوافذها على خمس دفعات، ليبق في المدينة القديمة نحو 300 مسلح من أصل 1200، ولا يستبعد أن تكون عملية الإجلاء قد نفذت بالكامل مع اقتراب ساعات الليل، اضافة الى قيام عدد من المسلحين تسليم أنفسهم تمهيداً لتسوية أوضاعهم وفق الإجراءات القانونية.
قبيل مغادرتهم تعمد مسلحوا حمص القديمة حرق مقراتهم والكثير من أدواتهم ووثائقهم والمنازل التي اتخذوا منها مقرات لهم بما فيها من أثاث وأدوات، ليكون آخر وجود لهم في تلك المدينة مقروناً بأعمدة الدخان المتصاعدة في سماء حمص .
وما أن يُعلن عن خروج آخر مسلح من تلك الأحياء حتى يتم تطويقها بالكامل من قبل وحدات الجيش السوري بهدف تفكيك العبوات والألغام والأشراك التي نصبها المسلحون ومصادرة الأسلحة التي تركت في المكان حسب الاتفاق، ولإزالة الآثار والمظاهر والمخلفات التي أحدثتها المجموعات المسلحة في تلك الأحياء وانتشال جثامين المدنيين الذين تمت تصفيتهم في تلك الأحياء، اذا ذاك يصبح متاحاً لسكان تلك الأحياء الأصليين بالعودة إلى منازلهم أو ما بقي منها... المؤسسات الحكومية تحضرت بتشكيل لجان للكشف على منشآتها لتقدير وضعها وتكوين رؤى لاستعادة مزاولة نشاطها وأبرزها المصرف المركزي، مبنى المجلس البلدي وبناء المحافظة .. كما تم إزالة عشرات من الحواجز والسواتر من أحياء كرم الشامي باتجاه مركز المدينة، والساعة القديمة باتجاه حي القصور شمالاً، وفي شوارع حي باب السباع الرئيسية.

محمود جمعه