الحدث السياسي

المقداد: أبهى أشكال انتصار سورية يتمثل في إجراء انتخابات تعددية ديمقراطية


الإعلام تايم- صحيفة البناء
قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقال له نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم تحت عنوان الأزمة السورية.. عودة إلى البداية وحقيقة فشل المؤامرة: إنه "حان الوقت للكتابة مرة أخرى وأخرى حول حقائق الأزمة في سورية التي بدأت قبل ما يزيد على ثلاثة أعوام تنفيذا لمخطط أميركي غربي واضعه الحصري هو /إسرائيل/ بأهدافه وعناوينه كلها ولا يخفى في هذا الإطار الدور الذي قامت به بعض الأنظمة الخليجية أو العربية لتنفيذ هذا المخطط سواء في التمويل أو التسليح والإيواء والتسهيلات المطلوبة كافة لإنجاح هذه المؤامرة وتقديم سورية أرضا وشعبا وموقفا على طبق من ذهب لـ /إسرائيل/.
وأشار المقداد إلى أنه طيلة السنوات الثلاث الماضية مارست الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وخاصة الفرنسيون بتخطيط /إسرائيلي/ طبعا أكثر أساليب الخداع والتضليل والكذب للقول: إن الأزمة في سورية تعود إلى خلفيات ترتبط بخلل في العلاقة بين فئات من الشعب والحكومة على حد زعمهم فيما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل هناك في العالم حكومة واحدة تلبي تطلعات مواطنيها كلها، ولو كان المنطق الأميركي والفرنسي والبريطاني صحيحا في أسوأ الاحتمالات فماذا يبرر إذن وجود المعارضة في هذه الدول وأحزابها والانتخابات التي تجريها على نحو منتظم... أم أن ما ينطبق على سورية معيار آخر إذ يحق للمعارضة رفع السلاح في وجه الوطن والمواطن.
واعتبر المقداد أنه لو كان المنطق الغربي صحيحا فلماذا لا ترحل حكومات كثيرة ورؤساء كثر عن مسرح السياسة في الدول الغربية عندما تشير استطلاعات الرأي العام إلى أن شعوب بلدانهم فقدت الثقة بهم وبالامكان العودة إلى الأرقام التي تشير إلى أن رئيسا في بلد يعتبر نفسه رمزا للديمقراطية لا يحظى بتأييد أكثر من ربع شعب بلده أما في فرنسا على سبيل المثال فقد وصل الغضب الشعبي ضد سياسات فرانسوا هولاند وحكومته وخاصة وزير خارجيته لوران فابيوس ومبعوثوه إلى ذروة فقدان الثقة بهم فما يزيد على 85 بالمئة من الشعب الفرنسي يقف ضده إثر فشل عمله وعمل حكومته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ناهيك طبعا عن دول أوروبية أخرى كادت تصل إلى دول فاشلة لولا فزعة الدول الأخرى لنجدتها وفرض شروط مذلة عليها بذريعة تحسين الأوضاع فيها وإنقاذها وإبعادها عن الحروب الأهلية.
ولفت المقداد إلى أنه ما يثير اهتمامنا هو أننا لم نر أن المعارضة في تلك الدول حملت السلاح ضد حكومتها وحتى عندما قام البعض بأعمال الشغب فيها ردت الحكومات بوحشية تامة مثلما حصل في شوارع لندن وبعض المدن الفرنسية.
وأوضح المقداد أن خطط الولايات المتحدة والغرب التابع لها وعملائها في المنطقة كانت واضحة لنا منذ سنوات عدة متسائلا ..هل هناك من عاقل يؤمن حتى اليوم بأن ما يسمى "الربيع العربي" جاء لإصلاح ذات البين بين الحاكم والمحكوم في بعض الدول العربية وهل يريد الغرب لنا الحرية والديمقراطية والتنمية والرفاه وكذلك تحرير الأرض العربية المحتلة وطرد /إسرائيل/ منها ،مبيناً أن ما وجدناه أن هذه الطموحات التي تشكل أهداف النضال العربي من أقصى موريتانيا وصولا إلى أبعد جزيرة في الخليج العربي لم تظهر في هذا "الربيع".
وشدد المقداد على أن "الخطة التي نشهدها وضعتها /إسرائيل/ وأمنت لها التسويق الأميركي والأوروبي الغربي لتصفية القضية الفلسطينية"، مشيرا أيضا إلى "دور بعض الأنظمة العربية وخاصة في السعودية في الانضمام إلى المخطط الصهيوني حيث ابتلعت ألسنة وعقول هؤلاء الأغبياء لأنهم لم يكونوا سادة إلا على شعبهم المستضعف وانحصر دورهم في دفع المال بحيث يقتل العربي بالسلاح العربي وبالمال العربي وبالإرهابي العربي والمسلم".
واعتبر المقداد أن "الإخوان المسلمين" ومشتقاتهم هم المؤهلون تاريخيا للقيام بتنفيذ هذه الخطة إضافة إلى الوهابيين الذين قتلوا أجمل ما في الإسلام وشوهوا الدين الحنيف وقاموا بتفريخ مجموعات إرهابية يضيع الباحث في أسماء متزعميها وتنظيماتها المتأسلمة بدءا من الشيشان وانتهاء بإرهابيي ثلاثة وثمانين بلدا في العالم أرسلت قتلتها لتدمير سورية وشعبها.
وتابع المقداد: إن "ما يثبت ذلك تلك الحمية التي يقتل فيها رجب طيب أردوغان زعيم حكومة "الإخوان المسلمين" في تركيا شعب سورية والهجوم الذي يقوم به الآن إرهابيوه على مدينة حلب الصامدة لتدميرها ومنع الانتخابات الرئاسية فيها وكذلك التصريحات التي يطلقها من دون خجل بأنه صاحب مبادرة الشرق الأوسط الجديد وهو بذلك يزاود على إدارة جورج بوش الابن ومحافظيه الجدد ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس "معشوقة الربيع وعربه".
وتابع المقداد إن "الهدف الغربي الذي يقف خلف تدمير الوطن العربي وليس سورية فحسب انفضح أيضا ولمن لا يزال يفكر بصحة ذلك عليه النظر إلى ما حدث في ليبيا وتونس ومصر واليمن والعراق وسورية والحبل على الجرار".
ولفت المقداد إلى أن "سورية تعد نفسها لممارسة أبهى أشكال نتائج صمودها وانتصارها وحكمة قيادتها والذي يتمثل في إجراء انتخابات تعددية ديمقراطية وشفافة لمنصب رئاسة الجمهورية والذي كان القضاء عليه في مقدمة أهداف المؤامرة التي تتعرض لها سورية".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=8028