نافذة عالمية

وعود أوباما بإعادة تشكيل الشرق الأوسط باءت بالفشل


الاعلام تايم- وكالات

نشر موقع  جلوبل ريسيرش الذي يديره مركزبحوث إعلامية وهوه مركز مستقل في مدينة مونتريال الكندية ويرأسه البروفيسور "جيمس بتراس"، تقريراً يصف ماتشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات أمنية وأعمال قمع واعتقالات وانتهاك لحقوق الإنسان.
جاء في التقرير أنه اليوم وبعد انقضاء ست سنوات من وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطلع ولايته الأولى بأن "يعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط" وتحويلها إلى منطقة تنعم بالحرية والرخاء جاءت الحقيقة مخالفة لكل ما قاله، فالشرق الأوسط اليوم تحكمه أنظمة مستبدة قطع، حيث تمتلئ السجون بالسجناء السياسيين غالبيتهم ناشطون مؤيدون للديمقراطية، يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب ويقضون العقوبات المفروضة عليهم في السجن لمدة طويلة.
وأن حكام تلك المنطقة يفتقدون للشرعية وهم يحافظون على حكمهم من خلال القمع السياسي والدولة البوليسية المركزية، واعتبر التقريرالتدخل العسكري والاستخباراتي الأميركي المباشر، و الشحنات الضخمة من الأسلحة والقواعد العسكرية والبعثات التدريبية والقوات الخاصة، هي من  العوامل الحاسمة في إنشاء هذه الدول لتي وصفها التقرير بأنها سلسلة من معسكرات الاعتقال  تمتد من شمال أفريقيا إلى دول الخليج.
ورد في التقرير أرقام تظهر حجم  القمع السياسي وأعداد سجناء ومعتقلين الرأي في كلا من مصر، إسرائيل، السعودية، البحرين، العراق، اليمن، الأردن، تركيا.
ففي مصر أكثر من 16000 سجين سياسي، ورفضت الولايات المتحدة الاعتراف بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي لتواصل دعمها العسكري لنظام ديكتاتوري يساعد اسرائيل في حصاره على غزة ويدعم العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
أما اسرائيل فتعد أكبر سجّان في المنطقة بوجود 4881 سجين سياسي، في سجونها، 1.82 مليون فلسطيني في غزة في سجن افتراضي، و2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية تحيط بهم أسوار عالية كأسوار السجن.
في السعودية ما يقارب 30,000 سجين سياسي لمطالبتهم بانتخابات حرة والسياسات المعادية للنساء، كما تلعب السعودية دور بارز في تعزيز الهيمنة الأميركية عبر دعم وتسليح الأنظمة القمعية في باكستان واليمن والبحرين والأردن ومصر
بالنسبة للبحرين فهي 4000 معتقل سياسي  من أصل 750000 نسمة وهو العدد الإجمالي للسكان، و لعبت البحرين دور هام في تزويد الولايات المتحدة بالقواعد البحرية والجوية التي ضربت العراق وإيران وأفغانستان.
أما في العراق فيستمر الطغمة الحاكمة (نوري المالكي) بالاعتماد على السياسات الأميركية في سحق دعاة الديمقراطية والاستفادة من تقنيات التعذيب التي كانت متبعة في أبو غريب.
في اليمن ترافق عهد عبد الله صالح بسجن الآلاف من النشطاء المؤيدين للديمقراطية وتحويل البلاد لقاعدة تعذيب للسياسيين الذين كانت تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية بخطفهم وتعذبيهم. بعد الاحتجاجات في اليمن، اتفقت الولايات المتحدة مع النظام السعودي على تنصيب عبد ربه منصور هادي رئيساً لحماية مصالحهما، وهو الذي تابع سياسات عبد الله القمعية.
لثلاثة أجيال متتالية، كان حكام الأردن موظفين في وكالة الاستخبارات الأميركية حيث قمعوا القوميين العرب وحركات المقاومة الفلسطينية ووقعوا معاهدة سلام مع اسرائيل لمنع تقديم الدعم لها عبر الحدود.
وبحسب التقرير تركيا بقيادة أردوغان تورطت بالعدوان الذي يدعمه حلف شمال الأطلسي على سوريا، كما شن أردوغان اعتداءات وحشية على المحتجين المطالبين بالديمقراطية في صيف 2013 حيث اعتقل 5000 شخص وأصيب أكثر من 8000 آخرين.
يرى الكاتب أن واشنطن تثير الانقلابات وتتدخل لتدعم بعض الأنظمة عندما تبدأ الديمقراطية الحقيقية والحقوق السياسية بالظهور. وذكر الكاتب أن المهمة الأساسية لمصر هي حماية الخاصرة الشرقية لمصر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=7738