الحدث السياسي

المقداد: فرنسا متورطة بالحرب على سورية لأن السوريين أذلوها بمقاومتهم


الاعلام- سانا
قال المقداد في مقال له بصحيفة (البناء) أنه وفي عيد الجلاء الذي حل في السابع عشر من نيسان يوم خرج آخر جندي فرنسي عن تراب سورية نتذكر شهداء الاستقلال ونتذكر أن قضية ومعركة الاستقلال واحدة كما هو المستعمر واحد وأن الدم الذي فرض الجلاء في المرة الأولى قادر على تحقيق الجلاء الثاني وأن الانتصار لم يعد بعيداً متوجها بالإكبار إلى شعبنا في الجولان المحتل الذي نرى حريته آتية لا ريب فيها وإلى الجيش العربي السوري على بطولاته وتضحياته لأنها غد السوريين الذي يمنع المستعمرين من تحقيق أحلامهم.
وأضاف المقداد في مقاله الذي نشر اليوم السبت 19 نيسان/أبريل تحت عنوان "لماذا فرنسا" إنه لم يحدث في تاريخ الأزمة التي تعيشها سورية ولا تاريخ الحرب التي تشن عليها وتدفع سورية أثمانها الغالية أن سجلت لدولة من الدول درجة التورط وحجم التدخل كما هو حال فرنسا فليس ثمة مشروع قرار في أي مستوى من مستويات المنظمات الدولية من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية أو مجلس حقوق الإنسان وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي استهدف سورية بالسوء إلا وكانت فرنسا بين الموقعين عليه إن لم تكن هي من يتقدم به.
وأضاف إنه لم تتجرأ دولة عربية أو غربية على أن تمنح "الائتلاف المعارض" للدولة السورية مستوى تمثيل موازيا لما فعلته فرنسا كما لم تقم دولة علنا بالمجاهرة بتقديم التدريب والسلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية بمثل ما فعلت فرنسا.
وتابع المقداد إنه لم ينعقد لقاء على أي مستوى حكومي من مستوى سفير إلى مستوى رئيس دولة للتآمر على سورية وغابت عنه فرنسا أو ارتضت أن يكون تمثيلها أدنى من مستوى تمثيل أي من الدول المشاركة وصولاً إلى الانخراط المباشر لرئاسة الدولة مرات عديدة هذا إن لم تكن فرنسا هي البلد المضيف إضافة إلى أنه لم ينعقد اجتماع تداولي محدود الحضور في دول بعينها تتولى إدارة الحرب على سورية أو إدارة فشل الحرب عليها إلا وكانت فرنسا شريكا فيه إن لم تكن الداعية إليه والمستضيف له في عاصمتها.
وأشار المقداد إلى أن "المجموعات السياسية" التي تشكل غطاء الأعمال الإرهابية التي تتهدد سورية لم تعقد اجتماعاً أو مؤتمراً وبخلت فرنسا باستضافته أو تقديم الدعم اللوجستي لتنظيمه وضمان تغطيته إعلاميا والترويج لنتائجه سلفا وتضخيمها كفعل استثنائي فيما لم تتورط دولة في تنظيم أعمال انقلابية منافية للقانون الدولي وأحكام معاهدة فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين الدول بمثل ما فعلت فرنسا في رعاية السطو على موارد الدولة السورية وتدعيم آلات ووسائل السيطرة على أجزاء من الجغرافيا السورية.
ولفت المقداد إلى أن السؤال الذي يطرح في هذا السياق هو لماذا فرنسا والجواب هنا هو لأن فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي زودت إسرائيل بالقنبلة النووية ولأنها هي الدولة الثالثة المشاركة في العداون الثلاثي على مصر جمال عبد الناصر إلى جانب بريطانيا وإسرائيل، وكذلك لأنها هي المستعمرة الذي أزهقت أرواح مليون شهيد جزائري على أيدي جنودها ولأنها إضافة إلى كل ذلك المتهم الأول اليوم من قبل الرئيس الرواندي بول كاغامي بتنظيم وارتكاب مجزرة إبادة الجنس البشري الذي عرفته تسعينيات القرن الماضي في رواندا.
وتابع المقداد إن السبب الأبرز الذي يضاف إلى كل ذلك هو أن فرنسا هي الدولة التي استعمرت سورية واعتدت على سيادتها واحتلت أرضها وبصورة أشد لأنها الدولة التي لا يزال طعم بطولات السوريين تحت أضراسها وهم يمرغون بالوحل سمعة هذا المستعمر الذي ما زال يذكر كيف أذله السوريون بمقاومتهم العنيدة التي أجبرته على الانسحاب مدحورا بلا مقابل من بلادهم.
وأشار المقداد إلى أنه قد يكون واردا وضع الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان في مصاف فرنسا بخصوص التآمر على سورية وهذا ولو كان غير واقعي إلا أن تفسيره واحد وهو أن المستعمرين الذين تناوبوا على احتلال سورية يحملون أشد مشاعر الحقد على سورية سوادا لعقدة النقص التي لم يستطيعوا التحرر من أوزارها تجاه ما أذاقهم السوريون من مرارات مقاومتهم وبطولات شعبهم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=7537