وجهات نظر

"سنفور معارض" أم "كذّاب أشِر"


الإعلام تايم || وزارة الإعلام

 

حاولنا اغتيال، لم نحاول اغتيال.. جيوشنا ستنسحب، جيوشنا لن تنسحب.. قضينا على داعش، مازال داعش يهدد الامن القومي الأميركي.. مع "الأكراد" ومع الأتراك، العدوان اللدودان في آن معاً.. اشربوا المعقمات والكلور للقضاء على كورونا.. لا يعرف علماء المناخ كما أعرف أنا عن الأرض.. أنا من أنقذت الأرض من الدمار.. "أنا ربكم الأعلى".. هو حال الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ تسلمه إدارة البيت الأبيض 2017.. لن تجدوا في العالم كهذا "الكذاب الأشر".



يتساءل مراقبون هل أعاد ترامب إحياء سياسة الاغتيالات؟ مجلة فورين بوليسي الأمريكية ذهبت أبعد من ذلك عندما قالت الاغتيال الاستباقي عقيدة ترامب الجديدة.. ولكن التساؤل هل كما عُهد عن ترامب "سنفور معارض" يريد اختراق محظور فرضه الرئيس الأسبق جيرالد فورد بقرار تنفيذي يمنع الاغتيالات في 1976.


.
ترامب سيكون قريباً على قائمة "غينس" كأشهر رئيس أميركي ينعت بالكذاب، فخلال أول 800 يوم من حكمه، قدم ترامب، 9451 تصريحاً كاذباً أو مضللاً. وبحسب قناة CNNالأميركية أن خلال آخر 200 يوم من رئاسته وصلت تصريحاته الكاذبة إلى 22 تصريحاً في اليوم.



تقول روايات في عقر إدارته إنه أصبح يلجأ لما يسمى الاغتيال الوقائي خياراً سياسياً متبعاً كما سلفه جورج بوش الذي أطلق على وقاحة وعدوانية بلاده في بداية الألفية الثانية ما أسماه حروب استباقية أتاح لنفسه التحايل على محظور فورد، وكتب مطالباً الكونغرس برفع الحظر الذي فرضه فورد بعدما كشفت "لجنة تشيرش" عن تورط وكالة مخابرات أميركا التخطيط لعمليات اغتيال أو في تنفيذها الفعلي، وممن استهدفتهم محاولات أو عمليات الاغتيال هذه الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، والرئيس الكونغولي باتريس لومومبا، والرئيس الشيلي سلفادور أليندي، والرئيس الدومينيكي رفائيل تروهيُّو، وتشي جيفارا.


رغم أن انتهاج سياسة الاغتيال أمر محفوف بمخاطر بالغة قد ترتد عواقبها السيئة على من ينتهج هذه السياسة التي تعتبر انتهاك سافر للحق في الحياة، إلا أن"الكذاب ترامب" الذي لا يروق له العيش بدون الكذب والإفصاح عن السبب الحقيقي لاعتلاء أي رئيس أميركي العرش بتنفيذ سياسة "اسرائيل أولاً"، وغير ذلك يعني السقوط عبر فضيحة مدوية أو اغتيال لم يسلم منه عدد من الرؤساء الاميركيين.



ولأن الرئيس بشار الأسد ذو حكمة بالغة استطاع أن يجعل ترامب المتخبط داخلياً وخارجياً أن يتفوه بالكلمة وضدها في وقتين متقاربين، ولأنه فقط قال لا في وجهه ووجه كل من سبقه الى العرش الأميركي، ولأنه لم يخضع لسياسة الإملاءات انطلاقاً من الإيمان بقضية سورية المحقة ودفاعاً عن الكرامة والسيادة، وأنه لن تستطيع قوة على سطح الأرض زعزعة سورية عن مبادئ ورثتها كابراً عن كابر.



يقول ترامب في وقت سابق من 2018 لم تخطر حتى فكرة ما أسماه "اغتيال الرئيس الأسد"، وفي الأمس أعلنها صراحة لقد منعني وزير دفاعي السابق جيمس ماتيس من"اغتيال الرئيس الأسد" في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، فتأملوا يا رعاكم الله.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=74640