أحوال البلد

"مسافة أمان" مبادرة تطوعية للتصدي لوباء كورونا


الإعلام تايم - خاص || نور الهدى حسن

 

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم مقولة طالما رددناها وسمعناها دون أن نتأمل معانيها ولكن تجلى معناها بأجمل صورة من خلال مبادرة "مسافة أمان" في محافظة اللاذقية التي سعت لمساعدة المواطن السوري في مواجهة انتشار فيروس كورونا عبر توزيع الكمامات لطلاب الجامعات.


مؤسسة ومنسقة مبادرة "مسافة أمان" في محافظة اللاذقية هيا خير بيك ماجيستر اقتصاد دولي وإدارة قالت للإعلام تايم في تصريح خاص: "الفكرة ليست من اختراعي فهناك فريق يعمل على توزيع أسطوانات الأوكسجين للمرضى بحالة متوسطة الخطورة في دمشق، وكنت أتابع عملهم باهتمام وبخوف مما سيحدث في اللاذقية في حال انتشار فيروس كورونا كما خسرت صديقة غالية بشكل مفاجئ ولكن ليس بسبب كورونا، فقدانها دفعني لتبني الفكرة وطرحتها على أختي وزوجها الطبيب  الذين كانوا على معرفة بطريقة التعامل مع فيروس كورونا ".


وأفادت خيربيك:"بدأت بالدائرة الصغيرة حولي لجمع التبرعات ونشر الفكرة ليتم بعدها توزيع المساعدات بالتدريج فواجبنا تقديم الدعم لبلدي ولأهلها الذين بذلوا الكثير، كما أن تواجدي بألمانيا لن يكون عائقاً فأينما كنا سورية تبقى دوماً بقلوبنا".


فيما أضافت: "اختارت مجموعتنا الصغيرة تسمية مسافة أمان للمبادرة لأنه يدعو إلى الحذر والتباعد المكاني ولكن بدون مبالغة بالخوف".


وأردفت قائلة: "لقد تفاجئت كثيراً بالتفاعل مع المبادرة كلٌ قدم بما يستطيع من وقته أو ماله أو علمه فلم أتخيل أبداً أن نتلقى كل هذا الدعم والتشجيع والتبرعات، حتى من لم يتمكن من المشاركة بالتبرع حاول مشاركتنا خبراته وجهده. فعلاَ تعجز الكلمات عن الشكر لكل الاهتمام والحماس والمحبة لدى الناس، تفاعلهم فاق الخيال. عندما أحاول تذكر كيف زاد عدد المتطوعين أشعر بالفخر بأبناء بلدي سورية بلد الخير".


أما في إجابتها على سؤال حول المراحل التي قامت بها المبادرة بخططها قالت خير بيك: "التسارع بالدعم وبانتشار الفيروس تطلب منا العمل بشكل سريع بنفس الوقت تم توزيع الكمامات مع تجهيز فرق طبية لمعاينة المريض وتشخيص الحالة والتواصل مع الاستشاريين لتأمين العلاج من الألف إلى الياء بدءاً من الكمامة إلى أسطوانة الأوكسجين وصولاً للفحص والمعالجة".


وحول لمن ستعود ملكية الأجهزة الطبية وأسطوانات الغاز بعد الانتهاء من وباء كورونا أجابت خير بيك: "اقترح البعض أن يتم خلق نقاط طبية في الأماكن غير المخدمة جيداً كأرياف اللاذقية وحماة وما حولهما وسيتم توزيع معدات الحماية الذاتية للمشافي PPE
فتوجهنا حالياً نحو تدعيم النظام الصحي السوري ومهمتنا لن تنتهي بانتهاء الوباء".

 

 

 


وأردفت خيربيك:"أما بالنسبة لعدد المتطوعين يوجد أربع فرق طبية عاملة على الأرض مع كل فريق طبيب ومرافق طبيب والفريق الاستشاري مؤلف من أربع أطباء ومن خارج سورية لدينا طبيب متطوع من أستراليا وبألمانيا لدينا 3 أطباء أي أربع أطباء داخل سورية وأربعة خارجها".

ويشار إلى أن فكرة المبادرة بدأت في الأول من آب في محافظة اللاذقية مع احتمال توسع نشاطها لتشمل محافظات أخرى في المستقبل ومن آخر نشاطات المبادرة توزيع كمامات قابلة للاستخدام مرة واحدة.


من الجدير بالذكر أنه تم إطلاق مبادرات عديدة لمواجهة فيروس كورونا في الشارع السوري منها ما حمل نفس الاسم حيث قام عدد من الأطفال واليافعين مع مدربي فريق الثقافة لبناء مهارات الحياة في مديرية الثقافة في اللاذقية برسم مسافات التباعد الآمن أمام المخبز الآلي لقرية القنجرة ضمن مبادرة مسافة أمان إضافةً لنشاطات مماثلة سابقة.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=74566