تحقيقات وتقارير

خريف أيلول.. نيران مشتعلة تلتهم الأخضر واليابس


الاعلام تايم – لما محمود

 

أتى خريف أيلول ساخناً هذا العام..  ألسنة اللهب تواصل التهام الأخضر واليابس.. فأشجار الزيتون والسنديان والسرو تتعرض لإبادة حقيقية.. هو مسلسل الحرائق الذي يأكل الحراج في أجمل مناطق وغابات بلدنا سورية.


حرائق تلتهم مساحات واسعة من الأراضي؟؟


مصادر في فوج إطفاء حمص، أكدت أنه تم إخماد عدة حرائق خلال اليومين الماضين، منها حريق نشب بأحراج بلدة "بعيون" على الحدود اللبنانية السورية قرب نهر الكبير الجنوبي، ومازالت عمليات التبريد ومراقبة المكان منعاً لتجدد النيران، كما التهمت النيران الأحراش في بلدة قرب علي، كما قامت كوادر إطفاء حمص بإخماد عدة حرائق منها بمخلفات نفطية وأشجار حراجية ومثمرة وأعشاب.


ونشب حريق آخر في اعشاب واشجار زيتون في قرية عش الشوحة في منطقة قلعة الحصن ورجال الدفاع المدني والاطفاء والزراعة بحمص يخمدون الحريق والمساحة المحروقة حوالي 200 دونم


وفي ريف اللاذقية الشمالي بمنطقة صلنفة اندلعت الحرائق على مساحات واسعة في الأحراج وتم السيطرة عليها.


كما أدى حريق ضخم خلال الأيام الماضية في منطقة الغاب في ريف حماة، الى خسائر اقتصرت على الماديات إذ التهمت النيران بعض أشجار الزيتون في المنطقة.


وعادت النيران لتلتهم مساحات واسعة من الحراج في مصياف لليوم الثالث رغم جهود فرق الإطفاء..


ومازالت فرق الاطفاء تكافح السيطرة على الحريق في حراج عين بدرية و"الفريكة" في منطقة الغاب بريف حماة.


رأي الأهالي!!


المواطنون هناك أبدوا حزنهم على الغابات التي احترقت بالكامل بالإضافة إلى فقدانهم أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون الذي يعد الموسم الزراعي الأهم في هذه القرى التي يشكل موسم الزيتون فيها مصدر للدخل.



وقام الأهالي بمقاومة النيران الكبيرة " بالأدوات البدائية وعبوات المياه وكانوا خير سند لرجال الاطفاء في الدفاع عن أرضهم التي ينتمون اليها فلم يحترق ولا منزل واحد ولم تسجل أي إصابة بشرية.


لماذا اندلعت الحرائق؟


وتعود الأسباب الأولية لهذه الحرائق وتأجيج النيران وصعوبة إخمادها إلى ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت إلى 11 درجة أعلى من المعدل، والتضاريس الصعبة والقاسية وسرعة الرياح   والجفاف ونوعية الأشجار التي معظمها من الصنوبريات"، الأمر الذي ساهم بحدوث عدد من الحرائق الكبيرة في عدة مناطق في اللاذقية وحماة وحمص.

 

من جهة آخرى وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا، صرح بأن التحقيقات صارمة حول الحرائق التي حدثت قبل أيام في عين الكروم في الغاب، والنتائج قد تظهر اليوم، كاشفاً عن وجود تقصير وسيتم محاسبة المقصرين.


مدير الحراج في وزارة الزراعة د. حسان فارس قال: بأن فرق الإطفاء والدفاع المدني بالتعاون مع الأهالي تعمل بكامل طاقاتها للسيطرة على الحرائق والمحاولة من تقليل المساحات المحروقة، مبيناً عن اتباع طرق مدروسة لتتمكن فرق الإطفاء الوصول للمناطق المرتفعة التي تسيطر عليها الحرائق في قمم الجبال ذات طبيعة جغرافية وعرة وارتفاعات شاهقة، حيث كان كل قائد فرقة يسير لساعات متواصلة لتعامل مع الحرائق وجهاً لوجه.


كما أوضح مدير الحراج عن الأسباب التي كانت تعيق إخماد الحرائق، ومنها الرياح الشديدة في هذه المناطق وارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً أنه لايمكن شق الطرقات في كل المواقع الحراجية لأسباب عدة أهمها ميول السفوح والوضع الجغرافي، وهناك مناطق يكون فيها الجرف صخري.


وكشف فارس عن عدة أسباب للحرائق التي حصلت في الآونة الأخيرة قد تكون مفتعلة.. منها الذي حصل في منطقة الغاب  فارتفاع النار من الأسفل للقمة مع عدم وجود طرقات ولامنتجعات سياحية ولاسكن فاندلاع النيران بهذه المناطق ربما مفتعلة.


أما حرائق أخرى كان اندلاع النيران في الأراضي الزراعية نتيجة رياح الشديدة انطلقت هذه النيران باتجاه الغابات والمساحات الزراعية الأخرى.


كما تحدث فارس عن  "قانون الحراج" الذي نص في جرائم إشعال النار، بأن من يقوم بعملية الحرائق عمداً وقصداً وتسبب الحريق في موت أحد من رجال الأطفاء أو المساعدين في إخماد النار يكون حكمه إعدام، أما اذا تسبب الحريق بإحداث عاهة دائمة للمشاركين بالاطفاء تكون العقوبة الحبس المؤبد مع أعمال شاقة، ومن تسبب بالحرائق من دون قصد يكون الحبس لسنوات يقررها القاضي بناءً على المعلومات المتوفرة لديه.


يذكر بأن شرطة ناحية قسطل معاف قامت بتوقف المتسبب في الحريق الذي نشب بقرية الشيخ حسن ببلدة البسيط باللاذقية وكان سبب الحريق إقدام أحد المزارعين على حرق بقايا أعشاب يابسة لتنظيف أرضه وامتد على مساحات كبيرة من الاراضي الحراجية والزراعية والتهمت النيران أكثر من ٣٠٠ دنم تقريبا أشجار (سرو - ليمون - زيتون - صنوبر) وتمكنت فرق الاطفاء من السيطرة على الحريق.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=74364