نافذة عالمية

دراسة أميركية تتوقع انهيار الجامعة العربية


الإعلام - صحف:

نشرت مجلة (سياسات دولية) بحثاً للباحث الاميركي مايكل برونينغ ، حول مستقبل الجامعة العربية ، الذي أجراه بعد متابعته الحثيثة لأعمال القمة العربية 25 في أذار/ مارس الماضي ، حيث ساد منذ سنوات عديدة جدلاً وانتقاداً لما وصف بالدور السلبي والصامت لجامعة الدول العربية تجاه الأزمات التي يشهدها العالم العربي، الأمر الذي فتح المجال أمام الحديث عن إمكانية انهيار جامعة الدول العربية واستبدالها بتجمع عربي فرعي آخر أو اتحاد عربي جديد.

وتحت عنوان "هل حانت ساعة جامعة الدول العربية؟" جاء بحث برونينغ ، أشار فيه إلى أن الدورة الأخيرة لقمة جامعة الدول العربية آلت إلى المزيد من الاخفاقات والجمود واستمرت الخلافات قائمة بشأن كثير من المواضيع.

وبحسب برنينغ ، تعد سورية أكثر القضايا الخلافية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، والتي انقسمت إلى جبهات عدة كل جبهة تساند طرفاً من الأطراف المتعددة للصراع الدائر في سورية منذ ثلاثة أعوام، ولم تفلح الجامعة في تحقيق أي تقدم يذكر في هذا الملف، مثلما بقيت منقسمة بين دول أعضاء تتوجس من إيران وأخرى تتعامل معها.

قد رصد الباحث الأميركي أن هذه القمة مثّلت بالأساس فرصة للمشاركين لتبادل الانتقادات والاتهامات المخفية بشأن زعزعة الاستقرار الإقليمي.

 كما لم تخف خطابات المسؤولين العرب حقيقة أن الاجتماع كان مجرد تذكير آخر بعجز الجامعة العربية عن مواكبة التحولات والتغيرات منذ ما يقرب من 70 سنة من تأسيسها.

قبل ثلاث سنوات، انقلبت الجامعة على المبدأ القائم منذ فترة طويلة والذي يقضي بضرورة عدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء ، حتى أنها وفق مصادر إعلامية عربية انقلبت 180 درجة حول مبادئها وقناعاتها المستقرة ، وكان أكبر دليل على ذلك، أن الجامعة التي عقدت قممها الأخيرة في ليبيا عام 2010 هي التي أقرت بعد أشهر معدودة من ذلك التاريخ دعم العمل العسكري للإطاحة بالنظام الليبي.

في جهة ثانية كانت رؤية الباحث المصري إبراهيم منشاوي إلى مستقبل جامعة الدول العربية لا تختلف كثيرا عما لاحظه الباحث الأميركي مايكل برونينغ.

ووبحسب دراسة صادرة عن مراكز عربية للبحوث والدراسات ، وتحت عنوان "سؤال المستقبل.. جامعة الدول العربية إلى أين؟" أوضح منشاوي أن الجامعة العربية تعاني قصوراً حقيقيا على جميع الأصعدة، وأنه لابد من عملية الإصلاح، فأهم خطوة يمكن القيام بــها هي ضرورة تعديل الميثاق، لأنه قاصــر لعدة مبررات، أهمــها أنه لــم يعد يساير متطلبات وواقع النظام الإقليمي العربي والتــحولات الراهنة وتحديات النــظام الدولــي.

وتشيرالكثيرمن التحليلات والدراسات أن الجامعة تمر بأزمات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث عجزت منذ تأسيسها عن إنشاء كيان عربي متماسك وقوي قادر على الصمود في مواجهة الأزمات التي تعصف بالعلاقات بين الدول العربية.

وختم الباحث الامريكي برونينغ تقريره عن مستقبل الجامعة العربية ، بقوله "سيأتي اليوم الذي قد نجد فيه جميع المقاعد (22) في اجتماعات القمة العربية شاغرة".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=7424