انتخابات مجلس الشعب 2020

"أهل سورية أدرى بشعابها"

طارق ابراهيم


الاعلام تايم _ مقالات وآراء


قل لي من تصاحب أخبرك يقينا من تكون".. تصافح اليد التي تكتب وترسم مخططات تدمير سورية، تدعّي شرعية وُهِبَت من محتل.. إذاً أنت أداة ستنتهي صلاحيتها في وقت ما، ليس ببعيد.


من المثير للسخرية أن تجد برامجاً في قنوات تلفزيونية تبث من أحضان الأنظمة الخليجية والعثمانية، ومقالات وتقارير في صحف لا تعرف من الشعب السوري إلا الاسم فقط، ولا تدري عنه إلا ما يثيره ذبابها الالكتروني كذباً وافتراء، وقد خبر الشعب السوري تلك الأنظمة يوم فرَّ من الإرهاب فأغلقت أبوابها بوجهه وأسكنته في المخيمات فجندت أطفاله وسبت نساءه، وفق تقارير لنفس الوسائل .


منذ 2011 يوم هبّ دعاة الإنسانية لحماية الشعب السوري! و"قلب" تلك الفضائيات والصحف وذباب الأنظمة الالكتروني -على الشعب السوري- لكنها في نفس الوقت تهلل لعقوبات "قيصر" التي صيغت لتقتله برداً وجوعاً، ومن تلك الفضائيات اليوم من يبث برامجه من الحضن العثماني تمجد الاحتلال التركي، وتحرض ضد انتخابات مجلس الشعب، وليس من دليل مادي تتقدم به، إلا ما ينشره ذبابها الالكتروني المجنّد لنفس الغاية، متناسية أن أول برلمان في سورية في 1919 كانت غاية انعقاده التخلص من الاحتلال العثماني ومواجهة المؤامرات والاتفاقيات التي صيغت ليحل الأوربي مستعمراً مكان العثماني، ولأن نواباً وحامية رفضوا أداء التحية للعلم الفرنسي في أربعينيات القرن الماضي، استحقوا أن تخلد ذكراهم بعد عدوان فرنسي في أيار 1945.


فـ"شتان بين إعلام يدعي حرقته على الشعب وهو يطمح لمكاسب سياسية لشخصيات خانت "خبز سورية وملحها"، وإعلام يكرس عمله في سبيل عودة عجلة الحياة الى سورية.. وشتان بين من يرتدي "العباءات" العثمانية الخليجية الإسرائيلية ويقدس أجنداتها، وآخر ينادي بتحرير الأراضي السورية من "شذاذ الآفاق" المبتعثين من أنظمة التآمر على سورية.


وعن الحماية الأميركية التي يدعيها الإرهابيون على تسمياتهم المتعددة، ألم تصلهم رسائل ترامب لنظامي "آل سعود" و"المشيخة القطرية" مطالبا بمئات مليارات الدولارات مقابل الحماية، وأكثر من ذلك أنه إذا رفع الحماية عن تلك الأنظمة لا تصمد أسبوعين، ماذا قدم هؤلاء على تسمياتهم المتعددة سوى أنهم حملوا أسفار بني صهيون لصنع "دولة" موالية لأمريكا وإسرائيل.. مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، روى في كتابه "الغرفة حيث حدث ذلك"، أن الذين نذروا أرواحهم لرؤية علم الاحتلال الأميركي والتركي في حقول النفط والقمح السورية، كانوا يتذيلون قائمة اهتمامات ترامب وإدارته.


ليست المرة الأولى التي ينادي أعداء الإنسانية بمقاطعة كل ما من شأنه إعادة تدوير عجلة الحياة في سورية، يحاربون كل جهد، بالأمس منعوا طلاب الشهادات من تقديم الامتحانات أليس في هذا حرب على الحياة.


وبينما يحارب العالم من أجل البقاء ويتصدى لفايروس كورونا بكل ما أوتي من علم وتكنولوجيا، تتصدى سورية بالإضافة إلى كورونا للعديد من الفايروسات الخطيرة بدءاً من الإرهابيين أصحاب العمى الفكري والأدلجة الممنهجة للفتك بالشعب السوري متسلحين بفتاوى جاءت على مقاس نزواتهم في النهب والتسلط والسبي والاغتصاب.


وبينما تنشغل إدارات أهل الارض في كل حدب وصوب لاختراع مضاد لوقف جحافل "الكورونا" التي تفتك بالبشر.. لا تبرح واشنطن وحلفاؤها في أوروبا من كيل الاتهامات لسورية بأنها استخدمت أسلحة محرمة في أية منطقة وفي وجه أي إنسان.. وعندما تبدأ سورية بالتحضير لأي استحقاق دستوري، ويبدأ النداء برفع العقوبات عن الشعوب التي إن لم يقتلها كورونا سيتكفل الجوع ونقص الموارد بقتلها.. تراوغ إدارة الحرب على سورية وتخرج بمسرحية جديدة ثم تصفق أدواتها ممن سموا "معارضة" وتطيل التصفيق والنحيب الكاذب الذي يتولاه حماة الإنسانية في مجلس الأمن، ممنوع عودة الحياة للشعب السوري.


واليوم ألا يحق للسوريين أن يحلموا بسورية تنعم بالأمن والسلام وحياة اقتصادية بثوب العافية.. فقط اتركوها وشأنها فـ"أهل سورية أدرى بشعابها"، وكل الردود على ترامب وزبانيته تؤكد أن رهانهم خاسر في اختبار حب السوريين لسورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=58&id=72979