الاعلام تايم _ مارينيت رحال

 

تجربة "الاستئناس الحزبي" التي خاضها حزب البعث العربي الاشتراكي "شكلت انعكاساً للواقع العام بإيجابياته وسلبياته، و"معيار نجاحها يعتمد على تقييم التجربة بشكل دقيق والاستفادة من دروسها في المستقبل عبر تطوير آلياتها، مايؤدي الى تقليص دور الفساد الانتخابي أو الولاءات الضيقة وغير الموضوعية"..

 

الاستئناس" كتجربة نجح في خلق حراك وحوارات ليس على المستوى الحزبي فقط بل على المستوى الوطني العام" و"المرشحون بمجرد انتخابهم لعضوية مجلس الشعب لا يمثلون حزبهم فقط بل يمثلون وطنهم أيضا".. ولابد من العمل على "تعزيز الإيجابيات على حساب السلبيات التي ظهرت وقد تظهر في أي مرحلة من مراحل الممارسة الديمقراطية".. أبرز ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في اجتماعه مع القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

 

عناوين أطلعنا على تفاصيلها عضو القيادة المركزية لحزب البعث والمشرف على فرعي طرطوس والرقة الدكتور مهدي دخل الله في لقاء خاص لموقع الاعلام تايم، حيث أشار الى أن تجربة "الاستئناس الحزبي" تؤكد على ضرورة التطوير الذاتي باتجاه تعزيز الديناميكية الحزبية، وهي دليل دامغ على ديناميكية البعث وحيويته وتطوره، وقدرته على التكيف والانطلاق نحو المستقبل، مشيراً الى أن الأحزاب الجامدة عملياً انقرضت .

 

و قال الدكتور دخل الله: حزب البعث العربي الاشتراكي ينهج نهج التطوير الذاتي و النقد الذاتي ومحاولة تعزيز الديناميكية الحزبية، مشيراً الى أن من السلبيات إلغاء أوراق بسبب خطأ في كتابة الأرقام التي وضعت بدلاً من الأسماء ليكون هنالك حرية كاملة في الاختيار بغرفة سرية،  لكن رغم ذلك كان هنالك أوراق كثيرة ملغاة وهذا شيء في الحقيقة مستغرب لأن المقترعين غالبيتهم و بالأحرى كلهم أعضاء قيادات فرع وأعضاء قيادات شعب ونقابيين أي أن هذا المستوى من المفروض أن يكونوا أكثر وعيا من ذلك وهذه من أهم السلبيات التقنية التي تعكس وضع معين في الوعي الحزبي بشكل عام.

 

وأوضح عضو القيادة المركزية أن السلبية الأخرى أنه كان هنالك نوع من أنواع استخدام النفوذ عند بعض الرفاق على رفاق آخرين بالرغم من أن الغرفة سرية وهناك سيادة مطلقة للمقترع، ولا أحد يطلع على الأرقام التي تنتخب مهما كان له تأثير، منوهاً الى أنه رغم كل هذه الاجراءات المتخذة كان هناك نوع من أنواع استخدام النفوذ قد يكون اجتماعي أو مصلحي أو غيره في بعض الفروع.

 

ولفت الدكتور دخل الله الى أن القاعدة الحزبية والتي عددها نحو نصف مليون عضو عامل لم تشارك بكاملها وإنما فقط ما يسمى بمؤتمرات فروع موسعة قيادات فرق وشعب وأعضاء مجلس الشعب من المحافظة الحزبيين والنقابيين على هذا المستوى فقط وليس كل القاعدة الحزبية أي نحو ٣٠ الى ٣٥ ألف مشارك تقريبا، مبينا أن هذه السلبيات في إطار الدراسة لمعالجتها.

 

أما عن إيجابيات الاستئناس الحزبي، أشار عضو القيادة المركزية الى أن عملية الاقتراع كانت مضبوطة تماما وأمام الجميع على أساس قانون سيادة المقترع بشكل كامل ومئة بالمئة (لا يتدخل أحد عندما يضع المقترع الورقة في الصندوق و يختار من يمثله)، وأضاف  أن "عمليتي الاقتراع و الفرز كانتا مضبوطتين، لكن لا يخلو الأمر من بعض الاخطاء البشرية بعد ٣٠ ساعة عمل متواصلة بفرز الاصوات حيث تجمع جميع الاصوات المفترضة و تقارن مع جميع الاصوات التي على الاوراق ويجب أن يتطابق الرقمان و إذا كان هناك أي فرق يتم إعادة الفرز من جديد و هذا ما حصل في طرطوس ."

 

وبين الدكتور دخل الله أنه من أهم النواحي الإيجابية للاستئناس أن الحضور في فرع الرقة كان يفوق التسعين بالمئة، والغالبية منهم أتوا من المناطق التي يحتلها الإرهابيون والولايات المتحدة الأمريكية، وتكبدوا نفقات سفر باهظة وأيضاً إزعاجات من الإرهابيين وقضايا أمنية ولكنهم رغم كل هذه المخاطر أتوا إلى حماة وصوتوا ومن ثم عادوا إلى مناطقهم.، مؤكداً أن العملية بكاملها تعزز الديمقراطية في الحزب أي أن هذا المنطلق تطويري، موضحاً أنه لا يمكن للحزب ان يسهم في تطوير الديمقراطية في المجتمع ان لم يكن هو نفسه ديمقراطيا في الداخل.

 

وأشار عضو القيادة المركزية للحزب الى أنه القيادة المركزية للحزب تعمل على دراسة السلبيات تمهيداً لمعالجتها كما عالجت ظواهر النفوذ الواضحة لأن هناك اعتقاداً بأنه مورست ضغوط أو نفوذ معين على الناخبين .

 

وأكد دخل الله أن المعالجة كانت صائبة، تأكيداً على أن الحزب يريد قرار القاعدة الحزبية في هذا "الاستئناس، ونحن الان بصدد إعادة دراسة هذه التجربة والتأكيد على إيجابياتها وتطويرها في المستقبل للتوجه نحو معرفة القاعدة الحزبية بأكملها، وليس فقط النخب.