وجهات نظر

أذرع أمريكا

عارف العلي


الاعلام تايم _ صحيفة تشرين


بات جلياً للقاصي والداني أن الولايات المتحدة بإدارة دونالد ترامب قد اختارت حلفاء لها من أمثال النظام التركي والكيان الصهيوني كأذرع عسكرية تنفذ أجنداتها من جهة، وتتقاسم معهما فيما بعد المسروقات، على أن يكون نظام أردوغان في الواجهة وينفذ ما ترغب به واشنطن -سراً وعلانية- بشكل مباشر، بينما ينفذ الكيان الصهيوني بعض المهمات هنا وهناك تحت جنح الليل.. حتى لا يكون في الواجهة، خشيةً عليه لأنه تأكد أنه غير قادر على حماية نفسه من دون تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر.


وتبغي إدارة ترامب من ذلك تخفيف أو تجفيف تكاليف مشاريعها العدوانية الاحتلالية في المنطقة، بدءاً من أفغانستان مروراً بالعراق وصولاً إلى سورية، على أن تقوم أذرعها المومأ إليها بالمطلوب بالاشتراك مع بعض أصدقائها وحلفائها من «ناتو» وبعض المشيخات التي ربطت مصيرها بمصير الراعي الأمريكي لنهب خيرات شعوب المنطقة وافتعال أزمات وحروب بحجج واهية لم تعد تنطلي على أحد، وما يفعله نظام أردوغان في الشمال والجزيرة السورية وفي شمال العراق وفي ليبيا ما هو إلا جزء يسير من هذه المسرحية المعدة والمتفق عليها بالاتفاق والتوافق مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وإن أظهروا بعض الخلافات الإعلامية فيما بينهم بين الفينة والأخرى «لزيادة النكهة على الطبخة» لإقناع السذج وخاصة من المنطقة العربية “أن هناك خلافات استراتيجية” بين أمريكا وربيبتها «إسرائيل» وعضو «ناتو» تركيا بينما هي في الحقيقة تكتيكات مرسومة بعناية بل هي تمثل ذراع أمريكا المتقدم بكل ما فعلته وتفعله اليوم..


لا شك في أن القلق يخيم على البيت الأبيض بظل الهبة ضد العنصرية التي أججتها سلوكيات ترامب العنصرية والشعبوية ليس من الولايات المتحدة وإنما في كل أصقاع العالم، بل سخن الصفيح الأمريكي أكثر “بتغريداته” على «تويتر» وأوامره وتعليماته المتناقضة في كل لحظة والذي يتصرف بمنطق الغريق الذي يحاول التعلق بأي قارب نحو الفوز في الانتخابات الأمريكية التي باتت على الأبواب.


أمريكا والنظام التركي والكيان الصهيوني من طينة واحدة ينسقون مع بعضهم من داخل غرفة عمليات واحدة للتدخل ببلداننا العربية وإن اختلفت آراؤهم على منابر الإعلام.. ليأخذوا نصيبهم من بعض المشيخات التي أصبحت غنيمة مرض العجز والتآمر وتمويل الإرهاب وشق الصف العربي لا غنيمة الدفاع عن الحقوق العربية العادلة.. أو حتى التنسيق بينها عند الضرورة.. فهل تعي هذه المشيخات خطورة القادم.. أم لا حياة لمن تنادي؟.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=72659