انتخابات مجلس الشعب 2020

الثالثة بتوقيت الحرب

طارق ابراهيم


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


المكان: جنيف، الزمان: 2014.. وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، يلوّح بإصبعه موجهاً كلامه لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري وقتئذٍ، "لا أحد في العالم_سيد كيري_ له الحق في تدمير الشرعية، ولن يقرر مصير سورية إلا السوريون أنفسهم".. "من يريد أن يستمع إلى السوريين فليستمع إلى آلامهم".. رسالة من الشعب السوري عبر دبلوماسييه الى "رأس الأفعى" الإدارة الأميركية يوم اجتمع المعلم مترأساً وفد سورية، متسلحاً بإرادة الشعب في وجه كل الوفود التي جاءت بأدواتها وأجنداتها التخريبية الى قاعة الاجتماع.


رسالة تكررت في مناسبات عدة، واليوم تصل الرسائل تباعاً لإدارة على رأسها الشيطان الأكبر ترامب، غايتها أن يموت الشعب السوري جوعاً وبرداً، وإلا لماذا تفرض عليه عقوبات ما فرضت على أحد من العالمين؟ ولماذا تسرق قمحه ونفطه؟ وعندما تضيق بها السبل، تفتعل الحرائق وتوعز الى أدواتها التخريب والسرقة والسطو على مقرات الدولة وتدمير بياناتها ووثائقها.


رسالة وصل صداها الى أقصى الأرض.. "تدعون أن قوانينكم لحماية المدنيين وها نحن المدنيين تقتلنا قوانينكم، أليس الأولى أن تقدموا حمايتكم لمدنييكم الذين تقتلهم عنصريتكم، لم يكن أحد سبب في مأساتنا إلا تدخلكم في شؤوننا، ونهبكم لغذائنا ونفطنا."


لا أحد ينكر الحالة المعيشية التي لا تطاق، مع الإدراك التام بأن من يعيث فساداً في المجتمع لابد وأن تتلمذ على يدي إدارة الشيطان ترامب ويطمع _يا سادة_ أن يكون عبداً من عبيدها وخاتماً في إصبعها.. يسبّح بحمدها، (وما أكثر تلك الأصوات التي تخرج من السوريين الذين يسكنون فنادق الغرب والخليج، يبررون أن الشعب لابد من معاقبته لدفاعه عن انتمائه الوطني).. "لن يخلط الشعب كما في كل مرة بين الضنك المعيشي وبين الثبات على أن تكون سورية كما كانت "شوكة في حلوقهم"، ودروس التاريخ ليست عن ترامب وحلفه ببعيدة عندما اجتمع الشعب السوري على قلب رجل واحد "سورية للسوريين ولن يقرر مصيرها عميل أو خائن"، ألم يروا سيل السوريين "العرمرم" عندما هبوّا لاستحقاقاتهم الدستورية في مناسبات سابقة.


إنها دروس استندت الى الإرادة الشعبية الصامدة للمواطن السوري في وجه كل ماحيك من مؤامرات لتفكيك النسيج الشعبي الذي مازال متماسكاً رغم كثرة الاشاعات والقصص والحكايا التي لم تكن في يوم من الأيام الا "نشاز"، حيث رسم لوحات الخلود في التكافل والتضامن والوقوف خلف جيش قدم ومازال ليبقى الوطن عزيزاً صامداً في وجه المعتدين.


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الثالثة19 تموز الجاري، (الاولى2012، والثانية 2016) بتوقيت الحرب الإرهابية على سورية المستمرة منذ نحو عشر سنوات، تعمل واشنطن وحلفاءها على حرمان الشعب السوري من أبسط حقوق الحياة عبر فرض عقوبات أحادية قسرية تمنع وصول حتى أبسط مقومات الحياة الى سورية، لإفشال أي خطوة تريد النهوض بالمواطن السوري .


يا سادة.. الضرر يأتي حين يصبح تفكيرنا مثل الذين فرضوا أصلا هذا التفكير عبر وسائل يعلم الجميع مدى خبثها، لكن "درء المفسدة يرجح على جلب المنفعة"..، والظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد هذه الفترة، هي امتداد للمؤامرة التي تستهدف سورية بكل مكوناتها، وتعمل واشنطن على معاقبة المواطن السوري لأنه أدرك حجم المؤامرة على بلاده فأفشل بـ"صوته"في كل المرات، ما حيك من كذب ودجل، واليوم يقع على كاهله العبء الأكبر بحسن اختيار الشخص المناسب ليمثله في مجلس الشعب.


ما يتبادر الى ذهن أي مواطن اليوم هو كيف النجاة؟.. وليس أمام الشعب الا خيار وحيد لتلك النجاة، هو أن يتكاتف ويتراحم ويتعاون في وجه المفسدين الذين ينفذون أجندات أعداء الوطن ليحققوا ما عجزت عنه كل شياطين الأرض عندما انتشرت في الأراضي السورية تنادي بسفك دم السوريين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=58&id=72536