الاعلام تايم _ ترجمات

قال الكاتب فرانك بيرني في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هنالك رؤساء سبقوا عصرهم وآخرون سبقهم العصر، غير أن ترامب أتى من حقبة مختلفة كلياً إذ أنه يبدو أقرب إلى العصر الحجري، وقال الكاتب إن المحكمة العليا أبلغت ترامب بهذا الرأي لتوها.

هنالك لغز كبير في فترة ترامب في سدة الحكم: كيف يمكن لرجل بعيد عن الوقع لا يعلم ما يجري لكثير من الأمريكيين أن يحكمنا؟ فهو ينفصل عنا في كل ثانية، ناهيك عن أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، إذ لم يكن جدول أعمال ترامب أو حسه بالمسؤولية على قدر مشاعر الناس او روح العصر للحضارة الأمريكية، بل كانت فترة رئاسة ترامب مجرد قعقعة لا أكثر.

اعتمد الأمريكيون على منظمة أوباما كير للرعاية الصحية وأتى ترامب ليغلقها، وأصبحت المزيد من القيود مفروضة على الأمريكيين. أصبح ترامب أكثر خضوعاً لهيئة السلاح الأمريكية في الوقت الذي ركز فيه الأمريكيون على التغير المناخي. يعتقد ترامب أن اتخاذ الموقف المناوئ يجعله أكثر شجاعة غير أنه يجعله أكثر بلادة، وهو ليس أكثر من فوضوي يعيش في عالم الخيال منجر وراء الأوهام.

ولدي نظرية حول هذه الفوضى التي تسبب بها ترامب، فمايك بينيس(الذي ينادي زوجته كارين "أمي") هو أحد الأشخاص القلائل الذين أكدوا فكرة ان ترامب وراء التاريخ. هنالك جدار من هلوسات ترامب التي تتمحور حول الهوية السياسية، وتشير استطلاعات الرأي المتعاقبة أنهم لا يؤيدون منهج ترامب السياسي، كما أن المكسيك لا تريد دفع أجور الجدار الحدودي معها إلا في حال أراد ترامب وبينيس التستر وراء هذا الجدار لبناء صورة وحشية عنهما.

إن ظننت أن رجلاً لا يفكر ببلاده لن يحظى بتأييد الجماهير فأنتم على صواب، فترامب هو نتاج شعارات الأقلية التي –لسخرية القدر- حالفها الحظ لتستفيد من سخف الظروف السياسية. وقد نال ترامب 46% من الأصوات مقابل هيلاري كلينتون إلا أنه فاز بمنصب الرئيس. وفي الوقت الذي يخشى فيه المرشحون إن وصلت نسب تأييدهم إلى ما يقارب الخمسين بالمائة فإن ترامب لم يكن ليبدي رد فعل إلا رقصة سريعة.

أما الجمهوريون الذين أنقذوه من أن ينحى عبر سحب الدعاوى التي أقاموها ضده فهم مرآة معتمة للبلاد، وهم لم يصلوا إلى مناصبهم عبر حصولهم على الأصوات بل لأنهم ينعمون بخيرات بلاد أصبح تمثيل الشعب فيها أقل.