الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد

وائل شاب وسيم في الثامنة والعشرين من عمره مستمع لما يدور حوله من أحاديث وحوارات، يمتلك العديد من الخبرات والمهارات، عاش حياته بجمع المعلومات في مختلف المجالات، وحصل على أعلى الدرجات في الاختبارات النظرية خلال مسيرته العلمية الدراسية، ومع هذا كله إلا أنه يتجنب الدخول في حوارات عامة حول أي موضوع للنقاش، ويظهر عليه علامات الارتباك والتوتر والخجل عند محاولة طرح أفكاره ويتراجع عنها أغلب الأحيان رغم صحتها، وتخيّم الأفكار السلبية عليه مع النظرة الدونية لذاته.

حاله كحال بعض الأشخاص الذين خسروا فرص عدة لوجود مشكلة (ضعف الثقة بالنفس) البعض يدرك أسبابها ويحاول حلها والبعض الأخر استسلم لها وفشل في تحقيق أهدافه، وهناك مظاهر مختلفة بمواقف حياتية عديدة لهذه المشكلة منها: عدم تفاعل الطالب في الحصة الدراسية خجلاً وخوفاً من الإجابة والزملاء المحيطين والمعلمة لعدم ثقته بمعلوماته رغم تكرار صحتها بعدة طروحات وتساؤلات، عدم مشاركة الشخص في المؤتمرات والاجتماعات والورشات التدريبية التي تصقل مهارات وتنميها أيضا ًبسبب قلة ثقته بنفسه وانخفاض تقديره لذاته، الارتباك خلال مقابلات العمل المناسبة لاختصاصه وحاجته وبالتالي يفقده العمل رغم إمكانية النجاح والإبداع فيه، ومظاهر كثير أخرى....

ولمساعدة وائل وغيره من الحالات عليهم الانتباه إلى أسباب المشكلة والاقتناع بحلها والأخذ ببعض الإرشادات الآتية التي تناسب حالتهم:

- استخدام عبارات الاستحسان والتقدير والتشجيع للذات عند إنجاز أي مهمة يقوم بها للتعزيز ومتابعة العمل.

- عدم النقد الزائد على أي تفصيل، والتدريب على النقاش بتسجيلات صوتية أو فيديوهات، وأمام المحيط القريب من ثم البعيد.

- البعد عن مقارنة الانسان نفسه بغيره يجعله أكثر انصافاً في التعامل مع نفسه.

- تعزيز مفهوم الإنسان الذي يحمل أفكار إيجابية بالتعبير الجيد عن الحقوق وبذل الجهد للحصول عليها.

- اختيار الأهداف حسب الميول والقدرات ينوع فرص النجاح، وبالتالي يجعل الفرد بعلاقة تصالح مع ذاته.

- القيام بالأدوار المختلفة في الحياة بجدية ومرونة تحقق للفرد درجة عالية من الرضا عن نفسه.

- صقل المهارات بالمشاركة بتدريبات مختلفة وأعمال تطوعية تتيح المجال لإظهار القدرات.

- الاستمتاع بالقدرات الخاصة للفرد تجعله أكثر قبولاً واحتراماً لذاته.

- تكوين صداقات والحضور في الاجتماعات والنقاشات بطرح الأفكار والآراء.

- عدم التأثر بنظرة وآراء الأخرين تجاهه خصوصاً التي تأخذ طابع الاستهزاء واتباع أسلوب التجاهل.

واستشهاداً بمقولة الشاعر أبو القاسم الشابي "من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر" لابد من الوقوف على مشكلة عدم الثقة بالنفس وعلاجها لكي يحقق الأفراد أهدافهم ويحصلون على ما يستحقون من نجاح يناسب قدراتهم وخبراتهم وجهدهم، فالثقة بالنفس طريق النجاح، وهي أقوى سلاح في مواجهة الحياة اليومية، وهي اليد الخفية التي تنهضك عندما تسقط، وهي الصوت الخفي الذي يقول لك إنك تستطيع.