نافذة على الصحافة

تركيا لاتستطيع أن تبرئ نفسها من الكيماوي على الغوطة


وحدة الرصد - الإعلام

أشار الكاتب الصحفي التركي "فهيم تاشتكين" إلى المقال الذي نشره الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر، وكشف فيه الدور الذي لعبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومسؤولوه في الهجوم الكيمائي الذي نفذته المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية قرب دمشق في 21 من آب / أغسطس الماضي، وأكد تاشتكين أنه لو لم يكن المقال يحمل توقيع هيرش الذي يستغرق كتابة كل مقال له حوالي شهر لأثارتنا الشكوك حول هذه الإتهامات الموجهة لاردوغان.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة (راديكال): "أنه لو لم يقل رئيس الإستخبارات التركي - نطلق 8 صواريخ على تركيا، وإذا ما اضطر الأمر نعتدي على ضريح سليمان شاه-، في التسجيلات الصوتية التي تم تسريبها لاجتماع عقد في مقر وزارة الخارجية لما اهتمين بالموضوع، ولو لم ترسل تركيا 2000 شاحنة محملة بالذخيرة إلى المجموعات المسلحة في سورية لاعترانا الشك بمصداقيته"، وشدد  الكاتب على خطورة الإدعاءات المستندة إلى الإستخبارات الأمريكية ومسؤولو الوكالة الإستخباراتية الأمريكية السابقين.

 وأضاف تاشتكين قائلاً: "كنت قد تناولت خطورة السياسة التركية إزاء سورية، ولكن لم يخطر ببالي احتمال اتهام تركيا بغاز السارين، وعلى الرغم من نفي البيت الأبيض هذه الإدعاءات إلا أن تركيا ستذكر مع غاز السارين، والعالم سيناقش تنفيذ الهجوم الكيمائي في الغوطة الشرقية على يد جبهة النصرة وعلم اردوغان وبدعم جهاز المخابرات التركي وقيادة الدرك".

كما أشار الكاتب إلى أن الأدلة التي تثبت الدور الذي لعبه اردوغان ومسؤولين أتراك تعتمد على تسجيلات صوتية للمكالمات الهاتفية التي أجراها المسؤولين الأتراك بعد الإعتداء الكيمائي في الغوطة الشرقية الأمر الذي يدل على امتلاكهم تسجيلات صوتية، وتساءل الكاتب عن سبب عدم كشف أميركا هذا الأمر للرأي العام، حيث يقول المسؤول الإستخاراتي السابق الذي تحدث لهيرش " اتهمنا الرئيس الأسد في وقت سابق وبالتالي لايمكننا اتهام اردوغان والتراجع عن أقوالنا لإن كشف دور اردوغان في الإعتداء الكيمائي على الغوطة الشرقية عواقبه كارثية".

تساءل الكاتب "إذاً لماذا الآن؟، لايهم إنكار البيت الأبيض الموضوع ونفيه، لأن هذا يذّكر بكلمة السر التي تقول "أقدّم المعلومات و أنكرها" وحديث المسؤولين الأمريكيين لهيرش يدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الحديث عن الموضوع، وعلى ما يبدو أن أميركا تجد صعوبة في تحقيق الإنسجام مع تركيا وتسعى إلى فرض جو مليئ بالضغط، وهذا لا يعني تخليها عن تركيا لأن لو كان الأمر على هذا النحو لقامت بتأييد الموضوع ضمنياً، فيما تأكيد صحة الإدعاءات من شأنه أن يسبب المشاكل للولايات المتحدة الأمريكية لأن تركيا هي التي ستصبح المحاور الرئيسي على الخط الإحمر، إضافة إلى أن تركيا والولايات المتحدة الامريكية دخلتا معاً إلى هذا المستنقع ولكن افترق طريقهما..وانسحب السي اي ايه من عملية نقل السلاح من ليبيا إلى سورية، ولكن لم ينقطع خط النقل السري، واستمرت تركيا بلعبة الروليت الروسي، في الوقت الذي تسعى فيه أميركا للتملص من الموضوع بحذر، والآن تتهم تركيا بأخطر الإتهامات وحتى السعودية التي تعاونت مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تحمل أية مسؤولية وطاهرة تماماً.

وأكد الكاتب أن تركيا التي اتهمت الرئيس الأسد بالإعتداء الكيمائي في أول لحظة من وقوع الإعتداء وأفرجت عن 5 أشخاص ضبط بحوزتهم غاز السارين في أضنة، لا يمكن أن توضح الموضوع وتبرىء نفسها منه، وأضاف: "يأتي الردع من الخارج ضد الذين قاموا بتصفية آلية الردع الوطنية وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة ادعاءات هيرش فإنها تبرهن على مكانة تركيا في نظر الولايات المتحدة الأمريكية".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=7139