مجتمع

العنف ضد المرأة يجد بيئته المناسبة زمن الكورونا


الاعلام تايم _ نغم النجار


دخلت قرارات الحجر المنزلي والإغلاق التي فرضتها معظم الدول العالمية منذ حوالي أشهر دائرة التنفيذ على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم لترافق تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية تصاعد في الأرقام المتعلقة بالنساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري ولا يقتصر ذلك على دول ومجتمعات بعينها بل يمارس في كل المجتمعات وفي إطار كل الطبقات وإن تفاوتت نسبه.


عنف عالمي..
توالت التقارير التي تشير إلى ارتفاع حاد في حالات العنف المنزلي ضد النساء والفتيات في أماكن مختلفة من العالم مع إجراءات الحجر المنزلي للحد من فيروس كورونا ففي فرنسا أعلنت السلطات أن حالات العنف الأسري ارتفعت بنسبة أكثر من 30% حيث طبقت سلسلة من الإجراءات لمساعدة النساء المعنفات لإبلاغ السلطات كما وفرت لهن المأوى، وجاءت تقارير مشابهة في كل من بريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة والهند وإيران واستراليا.


الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر من تزايد العنف ضد المرأة وأشار أن كثيراً من النساء تعرضن للعنف في منازلهن التي من المفترض أن تكون المكان الأكثر أماناً لهن.. وفي ألمانيا سجلت السلطات آلاف الحالات من العنف، في وقت يصعب على النساء طلب المساعدة في الوقت المناسب وبحسب وكالة الضمان الاجتماعي سيتم افتتاح مسكن خاص للنساء المعنفات في مدينة هامبورغ الألمانية.


عربياً.. أكدت السلطات التونسية أن حالات العنف المنزلي ازدادت خمسة أضعاف أثناء فرض الحجر المنزلي، فيما وصفت امرأة أردنية الإساءة التي تتعرض لها من زوجها في الحجر المنزلي خلال فيديو انتشرعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي لبنان مع تزايد حالات العنف ضد النساء خصصت الحكومة خط ساخن للإبلاغ عن الحالات.


العامل النفسي..
العنف الأسري واحد من أكثر الانتهاكات لحقوق الانسان والعنف ضد المرأة له آثار خطيرة، لا تقتصر على المرأة فقط، بل تمتد لتشمل أسرتها المحيطة والمجتمع.. الاختصاصية الاجتماعية "غالية أسعيد" ألقت الضوء في لقاء لموقع الاعلام تايم على صعوبة حصر آثار العنف على المرأة، وذلك لأن المظاهر التي يأخذها هذا الجانب كثيرة ومتعددة، مشيرة الى أن أكثر الآثار وضوحاً على صحة المرأة النفسية والعقلية، فقدانها لثقتها واحترامها لنفسها، وعدم الشعور بالاطمئنان والسلام النفسي والعقلي، وفقدانها الاحساس بالمبادرة واتخاذ القرار.


وعلى الصعيد الاجتماعي نوهت أسعيد بأن العنف الموجه ضدها قد يحرمها من المشاركة الاجتماعية داخل المجتمع حيث أن النساء اللواتي يتعرضن للعنف هن أقل احتمالاً للحصول على وظيفة أو يعملن في وظائف متدنية مع السعي للرضى وظيفياً.


ومن المهم توضيح وشرح أهم الطرق والوسائل التي من الممكن أن تفيد في تقديم الحلول والمساعدة لضبط ثم إيقاف العنف ضد المرأة نوعاً ما، حيث حصرت أسعيد علاج مشكلة العنف ضد المرأة ضمن شقين، الأول يرتبط بالتربية والتنشئة التي تقع على عاتق الأسرة في تعليم الطّفل القيم والمبادئ التي يحترم فيها المرأة، ويُقدِّرها، وإبعاده عن العنف والضّرب.


والشق الثاني بأنه بعد حدوث المشكلة وتفاقمها، لا بد من اتخاذ إجراءات والسعي لتوعية المجتمع إعلامياً حول قيمة المرأة في المجتمع، وأنه من غير المسموح أن يمارس عليها أفعال جائرة من العنف بصفتها إنساناً لها ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات، وبيان نظرة الأديان للمرأة واحترامها وتقديرها لها.


وختمت أسعيد بأنه لابد من نشر الوعي بين النساء لفهم حقوقهن، والسعي لنشر ثقافة التعليم كي تصبح المرأة مثقفة وصاحبة استقلال مادي وفكري.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=71333