الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد

تداول العديد من المواقع الالكترونية العربية المشهورة مصطلحات مختلفة فيما يخص أخبار فيروس "كورونا" المستجد بشكل عام والأساليب الاحترازية والممارسات السلوكية للتصدي له بشكل خاص، ومن المصطلحات الشائعة الغامضة المضللة المبهمة المفهوم مصطلح "التباعد الاجتماعي"، حيث تم الأخذ به وتبنيه في عدة مبادرات وحملات وشعارات، وتصدر عناوين الأخبار في بعض وسائل الاعلام..

فعند سماع أو قراءة هذا المصطلح لا بد للوقوف عنده والبحث والتدقيق والتمحيص في مفهومه فهو يشمل التباعد في كل أبعاد العلاقات والتفاعل الاجتماعي والعاطفي، بما فيه التواصل بكل اشكاله سواء كان ضمن مسافات مكانية متباعدة أو عبر التطبيقات الالكترونية، بالإضافة إلى قيم المودة والإخاء وغيرها...، وما نحن بحاجة له خلال الفترة الحالية هو "التباعد الجسدي" بمسافات أمان بين الأشخاص مع الحفاظ على التواصل الفعال بين أفراد المجتمع.

ودعت منظمة الصحة العالميّة رسمياً إلى التخلي عن مصطلح «التباعد الاجتماعي» واستبداله بـ «التباعد الجسدي» بهدف توضيح فكرة مهمة، وهي أنّ البقاء في المنزل لا يعني قطع العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة، بل الابتعاد عنهم فيزيائياً لمنع المرض من الانتشار، ورغم ذلك ما زال يُذكر ضمن أحاديث الناس وكتاباتهم دون محاولة الانتباه لأبعاده، ولكي لا يبقى حاضرا ومستخدما بغير موضعه لا بد من التطرق إليه والإشارة إلى معناه الصحيح.

وهذا كله يحملنا مسؤولية التقيد والالتزام بكل الإرشادات الصحية لاستمرار حياة أفراد المجتمع الذي به وبعلاقاته البناءة يرتقي ويتطور.

"حافظ على التباعد الجسدي، لكن ابق على اتصال بالناس اجتماعياً".