تحقيقات وتقارير

"شكراً عمال النظافة".. مهمات مضاعفة في زمن الكورونا


الاعلام تايم _ رنا الموالدي

 

إنها أولى نفحات الفجر.. إشارات المرور متوقّفة عن العمل وسيارات الشرطة تقوم بدوريات تفقد وسط المدينة.. شوارع خلت من أناسها، باستثناء رجال بزي عمّال البلدية.


لا حي يخلو منهم ولا عين تخطئهم.. يتجهون يومياً مع ساعات الفجر الاولى نحو عملهم بكل نشاط.. يمارسون حب الحياة وهو يكنسون الأرصفة والشوارع.. يجمعون مخلفات المواطنين والبسمة لا تفارق شفاههم.. تلفح وجوههم الشمس في النهار ويغزو الهواء البارد أجسادهم بالليل.. لا يسمحون لأنفسهم بالتوقف عن العمل فلا غنى عنهم ولا بديل لهم!!

 

هم عمال النظافة الحاضرون في كل مكان بعصا تقف على مكنسة يميطون بها الأذى الذي يلقيه الناس على الطريق وبجانبيه.. غير مبالين بإرهاق العمل، ينتشرون في الشوارع والأحياء حتى ساعات متأخرة، فالبلد في حالة طوارئ صحية غير مسبوقة للتصدي للفيروس المستجد.

 

اليوم مهمتهم خطرة.. يسعون إلى تقديم المساعدة ويتقدمون الصفوف للتصدى للخطر.. فأزمة كورونا واحدة من الأوقات الحرجة التي دفعت بعمال النظافة أن يكونوا في الجبهة الثانية أو لعلها الأولى، في معركة القضاء على الجائحة التي أطلقتها سورية لحماية الصحة العامة بتعقيم مختلف المرافق العمومية والأسواق والحاويات والأزقة والساحات لقتل الجراثيم والفيروسات مقابل حماية المجتمع من تكدس القمامة بما تحمله من مخاطر إضافية لإبعاد الأمراض الوبائية.

 

جنود تأهبوا في زمن تحولت النظافة إلى "وسواس" وغسل اليدين بالصابون إلى "هاجس" واستعمال "جافيل" إلى "هوس" ضد الجراثيم .. وحده عامل النظافة يملك الشجاعة ويلامس بقفازاته كل أجناس الجراثيم والميكروبات والبكتيريا! .. وبينما يتعين على الجميع أن يلزموا بيوتهم خوفًا من كورونا!! وحدهم عمال النظافة حرصوا على النزول إلى أشغالهم، ولم يترددوا نهائياً على أداء واجبهم نحو عملهم على أكمل وجه من أجل حياة الآخرين.. وحدهم من وضعوا أرواحهم على أكفهم وهم يتعاملون في اليوم الواحد مع أطنان من القمامة المليئة بالمخلفات الطبية مثل الكمامات والقفازات وغيرها، للتخلص من هذه "الأغراض" بطريقة آمنة، حتى لا يتعرض أحد منا لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

 

"شكرا عمال النظافة".. فالتصور السائد عن سورية أنها بلد نظيف جداً بدءاً من الشوارع وانتهاءً بالساحات.. هذه السّمعة لم تتبلور إلا بفضل جهودكم المبذولة.. هي دعوة عبر موقع الاعلام تايم لرد الجميل لعمال النظافة بتخفيف العبء عنهم وتحمّل كل مواطن مسؤولياته برمي النفايات في أماكنها المخصصة فهؤلاء من يحتاجون أن نوفر لهم كل سبل الحماية والوقاية والتقدير لدورهم واستمرارهم في عملهم خلال الأوقات الصعبة، وغياب أحدهم ليوم واحد عن الشارع الموكل بنظافته يشعرنا بأهمية وجوده في حياتنا.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=70930