العالم العربي

ملامح ثورة تطيح بمُلك بني سعود.. و العودة يدعو للمشاركة الشعبية في الحكم


صحف - الإعلام:

كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية تحولات الداعية السعودي سلمان العودة (57 عاماً)، الذي اعتبره كاتب التقرير مراسل الصحيفة في الرياض "روبرت وورث" أحد أبرز العلماء المؤثرين في السعودية.

وقال وورث إن مجريات الأحداث في المنطقة العربية جعلت العودة، يصنع نوعاً مختلفاً جداً من المتاعب، بالنسبة للعائلة المالكة في السعودية، فهو أصبح المروج المتحمس للديمقراطية والتسامح المدني، ولديه أكثر من 4.5 مليون متابع على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" وعدة ملايين على حسابه في "اليوتيوب"، مما جعله شوكة كبيرة في خاصرة سلطات بني سعود.

وأشار الكاتب الى أن صراحة العودة الخطيرة، وفقاً للمعاييرالسعودية، جعل بني سعود يبدون استياءهم منه، وتأكيداً لذلك منعوه من الظهور أو الكتابة في وسائل الاعلام السعودية، إضافة الى منعه من السفر إلى الخارج.

وفي حديثه للصحيفة قال العودة إن حكومات الخليج تحارب الديمقراطية في العالم العربي، لأنها تخشى مجيئها الى أراضيها "، وأضاف العودة " انظروا لما فعلوه في مصر.. أرسلوا  مليارات الدولارات مباشرة بعد ثورة يونيو الصيف الماضي..هذا مشروع الخليج وليس مشروعا مصرياً.. الحكومة السعودية تخسر أصدقاءها.. وإذا ما استمرت على هذا الطريق، فسوف تخسر شعبها وتجلب الكارثة."

ووصف العودة أن "هذا عصر المفاجآت أكثر من أي وقت آخر في حياتي، يمكن أن نتوقع أي شيء تقريباً خلال السنوات القادمة."

وأوضح تقرير الصحيفة استناداً للعديد من المراقبين والمحللين أن على الخليج أخذ تحذير العودة على محمل الجد، فهو تصدر ساحة النشاط الإصلاحي في السعودية قبل 20 عاماً وهوشخصية شعبية، ونداؤه الواسع، في بلد محافظ، يشير إلى أن السخط يتزايد ببطء تجاه الحكم الاستبدادي، أما غيره من العلماء يقول التقرير "معظم أهل العلم في الخليج إمعة تدفع لهم الحكومة الأجر".

كما أشار التقرير الى أن العودة، نشر كتاباً بعنوان "أسئلة الثورة"، حظر بني سعود توزيعه، استند لنصوص من التاريخ الإسلامي للوصول إلى بعض الاستنتاجات غير التقليدية ومنها "أن الديمقراطية هي الشكل الشرعي الوحيد للحكومة، أن الإسلام لا يسمح بالثيوقراطية (حكم الدين)، مطلوب الفصل بين السلطات، أن أسوأ الاستبداد أن يمارس باسم الدين" ويضيف التقرير إن نصوص الكتاب مثار خلاف شديد بين العودة من جهة وعلماء كرسوا حياتهم لإضفاء الشرعية على الملكية المطلقة، من جهة  أخرى.

وحول الأحداث في سورية ودور بني سعود فيها، استعاذ سلمان العودة الداعية السعودي من دور السعودية مبدياً استياءً شديداً لذلك، وتساءل ساخراً من حكومة بني سعود " الموقف السعودي في سورية؟"، مشيراً إلى ما يشوب الموقف السعودي من تزوير وخداع  "دعونا نرى: يكره أمراء بني سعود الحكومة السورية، يكرهون تنظيم القاعدة  يكرهون بعض الجماعات السلفية، يكرهون الأكراد والجماعات المتحالفة مع قطر وتركيا. فماذا يحبون؟".

ورداً على سؤال لمراسل الصحيفة عن التحول الكبير في رأيه ، قلل الشيخ العودة من الأمر، واكتفى بالقول إنه "يرى الأمور أكثر وضوحاً" الآن عما كان عليه عندما كان أصغر سناً.

و وفقاً للتقرير إن العودة مقتنع أكثر من أي وقت مضى بالحاجة للمشاركة الشعبية في الحكم، وعلى استعداد - مرة أخرى- لخطر إثارة غضب بني سعود.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=7081