تحقيقات وتقارير

في اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام.. العمل مستمر لتطهير سورية من مخلفات الإرهابيين


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم

تتصدر عناوين الصحافة أحيانا أخبار استشهاد مواطنين أو إصابتهم جراء انفجار مخلفات قابلة للانفجار، زرعها الإرهابيون بشكل عشوائي في المناطق التي انتشروا فيها خلال سنوات الحرب على سورية، في المقابل تتصدر العناوين في أحيان أخرى ورشات عمل تقيمها وزارة الاعلام عبر إعلامها التنموي، بالتعاون مع المنظمات الأممية المعنية(اليونسيف-الصليب الأحمر..) بهدف التوعية بمخاطر مخلفات الحرب، التي شكلت تهديدا كبيراً للمدنيين الذين يعيشون في تلك المناطق، حيث يؤدي تعامل الأطفال أو الفضوليين مع تلك المخلفات إلى ما لا تحمد عقباه


آلاف القصص..

في تقارير سابقة أوردنا قصصاً لأشخاص تعرضوا لخطر تلك الألغام، من بقي منهم على قيد الحياة حدثنا عن نفسه وقد فقد أحد أطرافه واليوم يبحث عن أطراف صناعية، ومن قضى منهم حدثنا أحد أفراد أسرته، تقول امرأة من إحدى مناطق ريف دمشق "لم تدم فرحتنا طويلا بطرد الإرهابيين ولم نكن نعلم بأن شرهم وجرائمهم ستظل تلاحقنا حتى بعد ذهابهم، لقد فقدت ولدي الوحيد في بستاننا الذي حوله الارهابيون الى مزرعة لألغامهم، وفي منطقة أخرى حصلت قصة مروعة عندما أحضر أحد الفتيان كيسا بداخله عبوة لم تنفجر، ورمى بها وسط اجتماع عائلي لتخلف ضحايا وإصابات كثيرة، ومثلها آلاف القصص حيث خلّفت الحرب على سورية عشرات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة، ولا تزال أعداد منها مدفونة في نقاط مجهولة، فيما يعمل الجيش العربي السوري لإزالتها وتتعاون الأمم المتحدة مع الحكومة السورية في التوعية بمخاطرها.


انتهت الحرب و الخطر لازال قائماً.. لابد من التوعية

أحد العمال الأممين المعنيين قال في وقت سابق"الخسائر البشرية لا تتوقف مع انتهاء الحروب لأن الذخائر والمتفجرات والألغام الأرضية التي تبقى لسنوات عديدة تشكل خطراً كبيراً على أرواح الأبرياء في مزارعهم وحول بيوتهم وفي طريقهم إلى العمل أو المدرسة، وهنا يأتي دور التوعية عبر وسائل الإعلام، من خلال حملات إعلامية توعوية، خاصة في المناطق المتضرّرة، لمساعدتهم في فهم إجراءات السلامة المناسبة.

وفي ظل عدم وجود مخططات للألغام فإن عملية إزالتها تعتبر صعبة، حيث زرعها الإرهابيون عشوائيا في الأماكن السكنية والحقول والمنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية. وبحسب الأمم المتحدة فإن ملايين الأشخاص في سورية مهددون بالتعرض لأذية المواد المتفجرة.


ورشات التوعية لا العمل التطوعي

في وقت سابق اعتبر مدير قسم التواصل في الصليب الأحمر، أن مفرزات الحرب يمكن أن تعيش لعشر سنوات وليست مرهونة على الوقت الحالي، ومع ملاحظة قيام جمعيات كثيرة بمبادرات تطوعية دون الإلمام واﻻطلاع على مخاطر العمل في هذا المجال، نؤكد على دور الورشات التي تقوم على نشر التوعية والإرشاد الصحيح، معتبراً أن عمل لجنة الصليب الأحمر الدولي مع وزارة الإعلام خطوة إيجابية نحو التنمية المستدامة.

مدير الاعلام التنموي في وزارة الاعلام عمار غزالي في تصريحات سابقة لموقع الإعلام تايم خلال ورشات العمل التي أقيمت لنفس الغرض بالتعاون مع منظمة "اليونسيف"، أكد أن الهدف تدريب وبناء قدرات الاعلاميين في الطريقة والأسلوب من أجل إرشاد وتوعية المجتمع و إيصال الرسالة الإعلامية، للحد من مخاطر مخلفات الحرب ذات الاثار السلبية على المجتمع.


ورشات مماثلة

في ندوة توعوية سابقة اعتبرت وزارة التربية أن مشروع التوعية من مخاطر الحرب سيشمل آلاف المدارس، واعتبر أحد العاملين في اليونيسيف أن خسارة طفل أو إعاقته تمثل خسارة جيل بأكمله الأمر الذي دفع المنظمة للعمل من أجل حمايتهم، فيما أطلقت وزارة الداخلية شعار "واجبنا نحميك أنت بس اتصل"عبر مختلف الوسائل الإعلامية، وعممت الوزارة الرقم (108)، للاتصال والإخبار عن وجود الألغام.

الفرق العاملة في الجيش العربي السوري والجهات الرديفة بعد أن اتخذوا إجراءات السلامة لإزالة الألغام من الأرض.. تستنتج تلك العبارة التي تخرج من مسامات أقنعتهم مع كل نفس يتنفسونه: إنها سورية تستحق المخاطرة لإزالة الألغام من أرضها، كما أزلنا الإرهاب الذي زرع تلك الألغام.. تستحق أن تصبح آمنة ليعيش أطفالها ونساؤها بسلام.. هذا هو سبب وجودنا هنا."

من الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبرت يوم 4 نيسان من كل عام، "اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=70644