وجهات نظر

نهج العدوان

جمال ظريفة


الاعلام تايم - صحيفة تشرين

 

تختلف أوجه العدوان الأمريكي على العالم بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص من قتل وإجرام ودعم للإرهاب وعقوبات اقتصادية وحصار على الشعوب بغية سرقة إرادتها قبل ثرواتها حتى طال حصارها حليب الأطفال.


لم تترك الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض وسيلة لم تستخدمها خدمة لمخططاتها العدوانية غير آبهة بضحاياها الذين يعدون بملايين البشر، من دون أي وازع أخلاقي، إذ فرضت حصاراً امتد لعقود على كوبا والعراق، وهي تكبل فنزويلا أيضاً بعقوبات وحشية شبيهة بتلك التي فرضتها على إيران وكوريا الديمقراطية، ولم تسلم الشركات الصينية والروسية العملاقة من النهج الإمبريالي لتلك الإدارات بغية فرض أجندتها ومحاولة فرض سياسة الهيمنة والقطب الواحد.


في كل يوم جديد هناك عدوان أمريكي متجدد مباشر أو بواسطة عملاء صغار في منطقتنا، فتقتل من يخالف وتعتدي على من تريد وتزرع الفتن بين الشعوب وتزور الحقائق التاريخية المعروفة من الجميع، وتتعامل بازدواجية مع قضايا المنطقة لقتل إرادة شعوبها وطمس تاريخها ومعالم حضارتها.


وكما دعمت واشنطن كيان الاحتلال الإسرائيلي وجعلته قاعدة لعبثيتها المعهودة على أرض فلسطين، تحرك الإخواني الصغير رئيس النظام التركي للعدوان على جيرانه سواء في جنوب تركيا بدعم الإرهابيين والعدوان العسكري المباشر على سورية والعراق أو في غرب تركيا أي أوروبا متمثلة باليونان وقبرص بسلاح المهجرين وسرقة الثروات النفطية.


ومع تزايد الأحاديث عن فرضية أن يكون الجيش الأمريكي هو من نشر سلاحاً بيولوجياً سمي «فيروس كورونا المستجد» فإن الأمر لا يستبعد من الناحية الأخلاقية لأن إدارة البيت الأبيض تفتقد للأخلاق ولا تمتلك منه سوى بضع كلمات تتشدق بها على منابر وسائل الإعلام حتى خرج هذا الفيروس عن السيطرة وأصاب حلفاء أمريكا المقربين ووصل إلى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وكاد يشل الحركة الاقتصادية العالمية.


النهج العدواني للولايات المتحدة أسقطها أخلاقياً ومنذ أمد بعيد وسيسقطها اقتصادياً وعسكرياً, وهاهي البوادر تلوح في الأفق حيث سحبت قواتها من أفغانستان بعد سنوات من الحرب والدمار والقتل والدماء وستسقط في منطقتنا هي وأدواتها الصغيرة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70300