مجتمع

التنمر وباء قاتل يحدث للجميع


الاعلام تايم _ نسرين ترك


الكلمات لها قوة كبيرة يمكن أن تحدث أو تحطم الآخرين لذا يرجى الحرص معهم..


ففي مجتمعاتنا نمت عادات سيئة بعضها تناقلناها جراء الانفتاح العالمي وآخر يبدو مؤسسة كاملة من التربية الخاطئة والتي ينتج عنها عادة التنمر بأشكال ومواقف عديدة.


التنمر كأحد أشكال العنف والايذاء النفسي والبدني، يقوم من خلاله شخص ما أو مجموعة من الأشخاص بإيذاء شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص الآخرين يكونوا أقل من حيث التكوين البدني والمستوى الاجتماعي.


التنمر إما أن يكون اعتداء بدني أو لفظي أو تحرش، وغيرها من الأساليب الأخرى التي تتبع سياسة التخويف والترهيب، ويتم التنمر في المدارس وأماكن العمل والشارع وحتى مواقع التواصل الاجتماعي.


يحدث التنمر في روتين حياتنا بصور عديدة أبرزها:


التنمر عن طريق الكلام: أي توجيه لشخص آخر كلمات مهينة ومسيئة تقلل من شأنه أمام الآخرين.


التنمر الاجتماعي: تنمر على مستوى أكبر وأضخم.


التنمر الملموس: وهو تنمر عبر الإيذاء الجسدي للضحية بأنواع مختلفة من الضرب والإساءة أو جعل شخص يتعثر عن قصد أو دفعه، كما ويشير هذا التنمر إلى كسر أشياء تخص شخص ما فقط لإزعاجه والتكبر عليه، والقيام بإيماءات مهينة ومسيئة.


التنمر الإلكتروني:  التنمر نفسه لكن من وراء شاشة، وباستخدام الإنترنت أو الهاتف أو غيره من المنتجات الإلكترونية الشائعة، حيث يقوم صاحب هذا الفعل بكتابة تعليقات مهينة أو مستفزة أو تطبيق كافة أنواع التنمر السابقة داخل شبكة الإنترنت، أي التقليل من شأن شخص ما أو تشويه سمعته أو الافتراء عليه وما إلى ذلك.

"الناس الذين يحبون أنفسهم، لا يؤذون الآخرين. كلما كرهنا أنفسنا، كلما أردنا أن يعاني الآخرون"


يظهر على الإعلام دائماً قصص تروي حالات تعرضت للتنمر، في مصر أدى تعرض فتاة التنمر عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموجات السخرية والاستهزاء من مظهرها، إلى فسخ خطوبتها صباح اليوم التالي من قبل خطيبها.


والطفل الأسترالي الذي ظهر في مقطع فيديو يحكي فيه بألم عن معاناته من التنمر والعنف في مدرسته بسبب مظهره الخارجي، حيث نشرت أم أسترالية مقطعا مؤثرا يبرز معاناة طفلها، البالغ من العمر 9 سنوات، من التنمر والسخرية بسبب مظهره الخارجي.


وأوضحت الأم أن طفلها يعاني من مشاكل في النمو "التقزم"، مما أثر على شكله الخارجي.


ويقول الطفل في الفيديو "أتمنى لو أن أحدهم يقتلني.. أنا قادر على طعن نفسي.. أنت لم تفعلي أي شيء لأجلي"..

 

الوقاية من التنمر


تعرض الطفل للتنمر يلعب دورا كبيرا في تغيير شخصيته وتحويله إلى طفل عنيف وعدواني، ومن ثم دفعه –بصوره غير مباشرة- لممارسة التنمر تجاه أشخاص آخرين.


ويمكن تشبيه التنمر في هذه الحالة بمرض خبيث كلما تعافى منه شخص امتد أثره وظهر مجددا في شخص آخر، وبالتالي فهو يمثل خطراً حقيقياً يهدد المجتمع بأسره.


فلا بد للآباء والأمهات باليقظة ومراقبة تصرفات أطفالهم، والتنبه لأية تغيرات تطرأ على سلوكياتهم والتي تنم عن تعرضهم للإيذاء، مثل النوم المفرط، أو الأرق وقلة النوم، أو الإصابة بنوبات الغضب الدائمة، أو زيادة الشهية عن الحد الطبيعي، أو فقدانها تماما.

 

إضافة إلى الأعراض الأخرى المتمثلة بالاكتئاب وفقدان الشغف، والميل للانعزال والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، أو عدم رغبة الطفل في زيارة أماكن بعينها بشكل مفاجئ، كلها علامات تعرض الطفل لأنواع الإيذاء المختلفة.

مضاعفات التنمر والتغلب عليه


تزداد مضاعفات تعرض الطفل للتنمر على المدى البعيد، بحيث يصبح الطفل شخصا متسلطا فيما بعد، كما قد يعاني من خلل واضح في علاقاته بمن حوله، فضلا عن الميل للتدخين، وقد تتطور الأمور إلى التفكير في الانتحار إضافة إلى الاكتئاب المزمن والسلوك التدميري الذاتي، بما في ذلك إيذاء النفس، وصعوبة إنشاء صداقات متبادلة.

 

والتغلب على التنمر يبدأ بفهم مشكلة التنمر، فالتنمر هو سلوك مكتسب وهنالك الكثير من الأسباب التي تدفع الشخص للتنمر أهمها أن يكون تعرض لسوء معاملة في فترة ما من حياته، ومن الأسباب الأخرى للتنمر أيضاً الشعور بالغيرة وعدم الأمان.


ولحماية الأطفال من التعرض لأنواع الإيذاء المختلفة، لابد من توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء وتعزيز سبل التواصل اليومي بينهم، وتجنب ضربهم، مع مدحهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم منذ الصغر.


إضافة إلى أهمية تدرّيب الأطفال على التصدي للمضايقات اللفظية مع تشجيعهم على طلب المساعدة من الآخرين في حال عدم قدرتهم على التصرف ودفع الضرر عنهم. وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال، وتشجيعهم على التدخل لدفع الضرر عن الآخرين، وهو ما سيكسبهم شجاعة التصرف في المواقف المختلفة.


التنمر قد يدمر حياة إنسان فلا تصمت عن حقك وكن جزءاً من القضاء على التنمر، فالأطفال ينبغي أن يكونوا قادرين على العيش حياة خالية من التنمر، وقد حان الوقت لأننا جميعا نتخذ موقفا ضد هذا.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=70180