الاعلام تايم - مواقع

 

بعد أن وجد رئيس النظام التركي السلم أخيراً للنزول عن الشجرة التي صعد إليها بمحض غطرسته، تبقى التفاصيل العقدة التي يخشى فيها أرودغان الخروج صفر اليدين، صحيفة الأخبار اللبنانية ذكرت أن تفاصيل الاتفاق حول إدلب رُحّلت إلى جلسات الموفدين التقنيين التي يُنتظر أن تبدأ هذا الأسبوع في أنقرة، ولفتت إلى ظهور عدم ثقة بقدرة الاتفاق على الصمود في ظل ما أظهرته الأخيرة على الدوام من عدم التزامها بتعهداتها، وندرة السيطرة على مرتزقتها الموجودين على الأرض.

ويرى معظم المراقبين بحسب الأخبار أن الخوض في تفاصيل التطبيق يمكن أن يمتد إلى وقت طويل، كما يمكن أن لا يتوصلوا إلى اتفاقات واضحة، على غرار ما نتج من محادثات موسكو الرئاسية، والتي شاركت فيها وفود تقنية، من دون أن ينتح منها اتفاق واضح المعالم، بل عُمد إلى ترحيل النقاط الخلافية، ونقلها إلى ساحة الوفود التقنية، ولا يقتصر الأمر على اختلاف الرؤى والأهداف بين أنقرة وموسكو بما يخص ميدان إدلب، إذ تدخل في القضية عوامل أخرى، لعل أهمها "الفصائل غير المنضوية بشكل كامل في التحالف مع أنقرة"، والتي تحافظ على هوامش واسعة للتحرك بعيداً عن التوجهات التركية.

وأكدت الصحيفة أن التحركات التركية العسكرية المستمرة في منطقة إدلب لا توحي بنية أنقرة أو ثقتها بإتمام الاتفاق وصموده، إذ حافظت على نقاطها الاحتلالية العسكرية المنتشرة في المنطقة، وسعت إلى تعزيزها ودعمها حتى في أيام وقف إطلاق النار، حيث دخل رتل عسكري جديد للاحتلال التركي إلى محافظة إدلب عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، يتألّف من أكثر من 100 آلية، ويضم دبابات ومدافع وراجمات صواريخ ومدرّعات.

وفي هذا السياق وصف المحلل الروسي ماكسيم سوخوف في موقع المونتيور الأميركي الاتفاق بشأن إدلب بالمؤقت، معللاً بالقول: إن التباينات الروسية - التركية المبدئية حول إدلب ما زالت قائمة، واعتبر أن نبرة الرئيس الروسي ورسالته يوحيان بأنه مهتم بالصورة الأشمل مع تركيا من جهة، وغير مستعد للتضحية بسورية لاسترضاء طموحات أنقرة من جهة ثانية، وأكد أن مسألة التوصل إلى اتفاق دائم في ظل الظروف الراهنة مسألة مستحيلة نظراً إلى سقف طموحات الطرفين العالي، ومحدودية القدرات على القيام بأي خطوة ميدانية من دون تأجيج الوضع المتصاعد أصلاً.