الاعلام تايم _ الغربال

عاد أردوغان إلى تركيا بخفي حنين وجل ما حققه حفظ ما تبقى من ماء وجهه قبل الخسارة الكبرى، بعد أن باتت خسارته السياسية واضحة كما العسكرية؛ صحيفة فوينيه أوبزرينيه الروسية تحدثت عن تراجع أردوغان عن تهديداته ومطالبه، والقبول بشروط موسكو، وأكدت أن تركيا لم تكسب "الجولة" التي استمرت ست ساعات، وأمّا ما له دلالة كبرى فهو أنّ خطاب أردوغان المتعجرف والناري، الذي طالب روسيا "بالابتعاد عن طريقه في سورية" سرعان ما حلّت محله في موسكو تأكيدات بأنّ العلاقات بين البلدين الآن "في الذروة"، وأنّ الرئيس التركي يرى مهمته الرئيسية الآن حصراً في تطوير هذه العلاقات.

وأضافت : لعل السبب في ذلك هو أنّ الدولتين جاءتا إلى مفاوضات بمواقف مختلفة، وأنّ روسيا ضاعفت عشية اللقاء بشدة وجودها في سورية- سواء عبر تحريك السفن الحربية إلى هناك، أم بمساعدة "الجسر الجوي"- فيما أنقرة كانت في ذلك الوقت منخرطة في "مسلسل كوابيس" مع الاتحاد الأوروبي، ناجم عن فتح الحدود أمام مجموعات جديدة من اللاجئين الذين يسعون إلى هناك.
فما الذي حصلت عليه؟ توبيخ من بروكسل وباريس وبرلين ووعود غامضة بـ “الدعم” من واشنطن، التي ألمحت سابقاً إلى أنّها لن تدعم أنقرة عسكرياً.

فيما رأت صحيفة "رأي اليوم" أن أردوغان يعيش حالة من الارتباك في مواقفه لفشل مشروعه في سورية بعد التدخل العسكري غير المباشر، واتساع دائرة المعارضة داخل تركيا لهذا التدخل، ولخسارته الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، وانهيار طموحاته في تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي التركي إلى نظام رئاسي على غرار النظامين الفرنسي والأمريكي، ومنحه كرئيس جمهورية، صلاحيات تنفيذية مطلقة، وأكدت أن كل مغامراته ستؤثر سلبياً على شعبيته، وأنه ثمة سيناريوهات قوية في أن يؤدي تكرار فشله في الانتخابات القادمة إلى تصدع كامل في صفوف حزبه الحاكم وخاصة بعد تراجع شعبيته في الانتخابات الماضية، لذلك يبدو أن تركيا حالياً على أبواب سيناريوهات مرعبة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في المنطقة، ومن هذا المنطلق يجب على تركيا أن تتأهب لمرحلة جديدة، فاضطراب الأوضاع فيها مسألة وقت.