نافذة على الصحافة

أميركا تنهي استثنائيتها !


الاعلام تايم - مواقع

 

بعد أن وجدت الولايات نفسها  تتقاسم العالم مع عدد أكبر من اللاعبين فإنها تحتاج إلى التكيف بحذر مع هذا المشهد المتغير؛ ولذلك فإن أي تحول شامل في سياستها الخارجية سيؤدي إلى عدم الاستقرار، لكن الانقلاب السريع في الموقف العسكري العالمي للولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن الدولي تماماً، كما التدخل الأميركي المتهور، بعد تعامل ترامب السيئ مع الوجود العسكري الأميركي في شمال شرقي سورية؛ أحد الأمثلة على الأضرار التي لحقت بالمدنيين والاستقرار الإقليمي الذي يمكن أن يليه منعطف فوضوي في السياسة الأميركية، هذا خلاصة ما توصلت إليه مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، والتي أكدت أن ما يتوجب على صانعي السياسة أن يأخذوه بعين الاعتبار هو أن الولايات المتحدة لم تعد الدولة التي لا غنى عنها، حيث ثبتت كل من الصين وروسيا نفسيهما في جوارهما الجيوسياسي، وأدركت الولايات المتحدة أن لديها أدوات قليلة لردعهما.


المجلة أشارت إلى أن الولايات المتحدة متورطة في الشرق الأوسط في صراعات لا تعد ولا تحصى، ويمكن أن تتفوق عليها قوى متنافسة مثل إيران وروسيا يمكنها إحباط أهداف الولايات المتحدة بواسطة جزء ضئيل من الموارد، وأن على واشنطن أن تتصارع بشكل متزايد مع تداعيات تراجعها من الاضطرار إلى تقاسم الأعباء الباهظة لأمن الخليج، إلى تقليص طموحاتها في النزاعات في أفغانستان والعراق وسورية، إلى الاستسلام التام لفكرة أنها الحكم الوحيد في شرق آسيا.


ورأت المجلة أنه من الأفضل تبني مقاربة جديدة على مرّ السنين من خلال تقليص مدروس ومنسق للأثر العسكري للولايات المتحدة، من أجل تقاسم العبء وتحرير البلد من دوره الذي منحه لنفسه كشرطي للعالم، وبالتالي سيكون على واشنطن أن تقبل بفقدان حقيقي لقوتها، لكن من الأفضل أن تختار ذلك بنفسها بدلاً من أن تجبرها على فعل ذلك الظروف.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69817