نافذة على الصحافة

الأخبار: "مقتلة إدلب".. أردوغان عارياً!


الاعلام تايم - الأخبار

 

أفادت صحيفة الاخبار في مقال رأي لها صباح اليوم بأن "لا شيء يبرّر كلّ هذا العناد التركي في البقاء في إدلب وتهديد القوات السورية، ومعها روسيا وإيران.


وقالت الصحيفة أردوغان يواصل اللعب على التناقضات، ويطالب الولايات المتحدة بنصب صواريخ «باتريوت»، كما يطلب دعم «حلف شمال الأطلسي». الردّ لم يتأخّر كثيراً برفض الطلب التركي، سواء «الباتريوت» أو تدخّل «الأطلسي». اعتقد أردوغان أن «المفاوضات بالنار» يمكن أن ترغم السوريين والروس على قبول شروطه، لكن الردّ جاء في غاية القوة والصلابة، والنتيجة رمي الجنود الأتراك في «محرقة إدلب»، في ظلّ رفض التعامل بواقعية مع سؤال زعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، قبل أيام قليلة، عمّا تفعله تركيا في سورية.


ولم يكتفِ أردوغان بالاستثمار في الدم التركي، بل استكمل محاولات ابتزاز الأوروبيين، الذين لم يكونوا متحمّسين للقمّة الرباعية في إسطنبول، بالإعلان أن تركيا ستفتح أبوابها مع أوروبا أمام تدفّق اللاجئين السوريين.
الهلع الذي أصاب الأتراك، ولا سيما أمام المستشفيات، عكس حجم المأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه. فالجميع يتساءل عن الهدف الوطني أو الأخلاقي الذي يسقط من أجله الجنود خارج حدود الوطن. ومواقع التواصل الاجتماعي التركية شهدت أوسع حملة مناهضة لزجّ أردوغان بالجنود في أتون النار السورية.


وما الاجتماعات التي تداعت إليها الأحزاب التركية المعارضة لبحث الوضع سوى مظهر من مظاهر الشعور بمدى الأذى الذي تلحقه سياسات أردوغان في سورية (وفي ليبيا) بتركيا، وسط أفق مسدود.


وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام التركية، ولا سيما الموالية لأردوغان، حاولت أن ترفع المعنويات المنكسرة في الشارع التركي، لكن تنتظرأردوغان جلسة محاسبة عسيرة مغلقة يوم الثلاثاء المقبل، موعد انعقاد البرلمان التركي لمناقشة الوضع في الشمال السوري، والذي أعلن رئيس البرلمان، مصطفى شينتوب، أن بلاده ستعمل ما بوسعها لمنع تصاعده.


وأشارت الصحيفة الى أن "مقتلة إدلب" ستكون محطة فاصلة بين مرحلتين. وإذ ذهب أردوغان إليها وهو على علم كامل أن الغرب الأميركي والأوروبي والأطلسي قد تخلّى عنه، إنما جعل ظهره عارياً ومكشوفاً في غَلَبة واضحة لنزعة الانتقام والمكابرة والعصبية العثمانية على أيّ تفكير استراتيجي هادئ. هو أصرّ على الزجّ بجنوده في الميدان في محاولة لتحقيق مكسب بالسيطرة على بعض البلدات، ولا سيما سراقب، لكن النتيجة كانت كارثة وطنية غير مسبوقة في حجمها وتوقيتها وأهميتها. وإذ أدرك الحفرة التي أوقع فيها بلاده وجنوده ضحايا سياساته، حاول من جديد تطويق الخسارة بالاستنجاد مجدّداً بـ«الأطلسي»، الذي لم يخرج اجتماعه أمس بنتيجة محددة دعماً لتركيا سوى القول إنه يدرس خيارات دعم الدفاعات الجوية التركية.

 

كذلك، ذهب أردوغان إلى خطوة أخرى علّه يقنع أوروبا والغرب بالوقوف معه ضدّ روسيا، من خلال فتح الباب أمام تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر اليونان وبلغاريا وتهديد أوروبا بهم.


وقالت الصحيفة لقد ارتكب أردوغان "حماقة دموية" عندما ذهب وحيداً ومعزولاً لمصارعة «الدبّ الروسي». وهو ما يُذكّر بـ«خطأ» إسقاط الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. ومع عدم صدور نتائج مشجعة أو كافية، باعتراف رئيس لجنة الاتصال في القصر الرئاسي فخر الدين ألتون، ومع خيبة أمل تركيا، بتعبير إبراهيم قالين، الناطق باسم الرئاسة التركية، من الموقف الضعيف للجماعة الدولية، عاد أردوغان يتطلّع إلى بوتين علّه يخرجه من مأزقه، فاتصل به واتفقا على اللقاء قريباً جداً وجهاً لوجه، في ظلّ عدم توصّل لقاءات وفدي البلدين في مقرّ وزارة الخارجية التركية إلى أيّ نتيجة، بسبب إصرار تركيا على انسحاب الجيش السوري من المناطق المحرّرة، وإعلان روسيا الاستعداد لوقف نار دائم. وجاء تحديد موعد للقاء بوتين وأردوغان في 5 أو 6 آذار، وفي روسيا وليس في تركيا، ليؤكد منحى توسّل أردوغان من الروسي إخراجه من المأزق.


وختمت الصحيفة بأن أردوغان قد يحتاج إلى مزيد من «المقتلات» حتى يقتنع بأن الغرب لن يساعده، وأنه ارتكب المحرّمات من خلال توقيع اتفاقية صواريخ «أس 400». «مقتلة إدلب» يفترض أن تؤسّس لمرحلة جديدة قوامها، في ظلّ التشفي الغربي منه، الانسجام مع التوجّهات الروسية، التي أساساً أعطت تركيا من المكاسب ما لم يعطه لها أيّ طرف آخر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69772