وجهات نظر

سورية تتقدم نحو إعلان النصر

خميس بن عبيد القطيطي


الاعلام تايم - الوطن العمانية


الملف السوري الذي يدخل عامه العاشر في ظل تقدم سياسي عملياتي سوري على الأرض، مع انتصارات وسيطرة ميدانية على مناطق جديدة في محافظتي حلب وإدلب، ودعم متواصل من الحليف الروسي في إطار الحرب على الإرهاب، وكما تحدثنا في بداية الأزمة السورية عام ٢٠١١م أن سوريا ستنتصر على الإرهاب، نذكر اليوم مجددا أن سوريا تواصل تقدمها لتحرير كل شبر من أراضيها تأكيدا لما تعهد به الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، فالمعطيات على أرض الواقع تؤكد هذا المبدأ، وسوريا تدير أزمتها بكل حكمة واقتدار على الرغم من الدعم الدولي الذي يتلقاه الإرهاب خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة، وما زال مستمرا حتى اليوم .


المعركة اليوم تتواصل في هاتين المحافظتين السوريتين في وقت متزامن وبالذات في محافظة إدلب الحدودية التي يركز عليها الجيش العربي السوري خلال الأيام والأسابيع الماضية، وكانت مدينتا معرة النعمان وسراقب على طريق الانتصارات السورية وما زال التقدم السوري يتسارع قدما لاستعادة كامل أراضيه وانتزاعها من يد الإرهاب، وقد تمت السيطرة على الطريق الدولي حلب دمشق قبل أيام، وهو ما يمثل خطوة متقدمة لاستعادة عاصمة التجارة والصناعة السورية حيويتها وتأمين خطوط التجارة الداخلية، وتوفير الأمن للسكان المحليين، وعودة الكثير من النازحين إلى أراضيهم، وقد احتفى السكان بتلك الانتصارات وبأبطال الجيش العربي السوري، وما زالت قافلة التحرير ماضية في طريقها بعون الله .


اتفاق سوتشي بين الروس والأتراك كان يطالب تركيا بالفصل بين المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية، وهو بلا شك تكتيك سياسي وضع مختلف الأطراف على المحك في الأزمة السورية، إلا أن عدم تطبيق الاتفاق بما يلزم فتح الباب أمام سوريا بالتقدم مجددا بدعم من سلاح الجو الروسي، وقد حقق ذلك نتائجه الإيجابية على أرض الميدان، الأمر الذي حدا الرئيس التركي إلى التهديد بالتدخل إذا لم ينسحب الجيش العربي السوري من المواقع التي سيطر عليها مؤخرا، والتهديد هنا بتدخل الجيش التركي الموجود على الحدود بعدد خمسة عشر ألف مقاتل، إضافة إلى النقاط التركية الموجودة داخل الأراضي السورية وهي ضمن اتفاقية سوتشي والمقدرة بأكثر من ثمانية آلاف مقاتل تركي، رغم أن هذه النقاط التركية البالغة (١٨) نقطة لمراقبة خفض التصعيد أصبحت اليوم شبه محاصرة ولا تمثل مصدر قوة، إضافة إلى أن الجو السياسي العام ليس في صالح الجانب التركي فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اجتماع مجلس حقوق الإنسان المنعقد في جنيف على رفض الدعوات لوقف الهجوم السوري المدعوم من قبل سلاح الجو الروسي باعتبار ذلك يمثل استسلاما للإرهابيين حسب قوله، كما أن مجال المناورة على الأرض لا يسمح بأي تغيير استراتيجي على الميدان لصالح الجيش التركي، علما أن القوات السورية تسيطر على ما يقرب من ٥٠% في محافظة إدلب، والأمر الأهم أن المظلة التي تحكم العملية السياسية وهو اتفاق سوتشي لم يطبق فعليا من الجانب التركي، وبالتالي فإن المهلة التي تحدث عنها الرئيس التركي لانسحاب الجيش العربي السوري من القرى والمناطق التي استعادها غير معززه بأية أوراق على أرض الواقع، سوى محاولة ضغط إعلامية وتحشيد موقف دولي لتأخير تقدم الجيش العربي السوري، وهو ما يرفضه الجانب الروسي من الأساس ولم يعره السوريون أي اهتمام، وبالتالي فإن تحرك الجيش العربي السوري هو من يكتب المشهد الآن على أرض الواقع .


الدائرة باتت تضيق على مختلف الاطراف الداعمة للإرهاب في سوريا، ومراكز الثقل التي اعتمدت عليها سوريا كانت في مستوى الرهان، ونخص بالذكر هنا القيادة السياسية السورية برئاسة الدكتور بشار الأسد والكفاءات السياسية السورية التي أدارت الأزمة خلال سنواتها التسع الماضية بكل كفاءة واقتدار، وما زالت تحكم إدارتها السياسية للأزمة، وهو موقف سوري أصيل يرتكز على الحق السوري في مكافحة الإرهاب وتطهير أراضيه من جيوب الإرهاب، إلى جانب الحق السوري يقف الحلفاء (روسيا وإيران وحزب الله) الذين قدموا تضحيات كبرى في سبيل انتصار سوريا، ويبقى ركنا الرهان السوري وهما الجيش العربي السوري والشعب السوري هما من حقق قصب السبق في هذه المعادلة السورية، فهنيئا لسوريا قلب العروبة النابض هذه الانتصارات العظيمة التي سجلها أبطال الجيش العربي السوري انتظارا لإعلان النصر النهائي التام بعون الله الذي سيضاف في سجلات هذه الأمة الخالدة .
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69699