وجهات نظر

كورونا يفتك بالعقول!!


الاعلام تايم - افتتاحية

 

تقول المعلومات إن 28 مليون شخص أصيبوا في الولايات المتحدة الأميركية بفايروس الانفلونزا H1N1، الذي خطف حياة أكثر من 16 ألفاً، بينما لم يتجاوز عدد ضحايا الفايروس نفسه حينها في دول كإيران مثلاً 108 أشخاص، ومع ذلك لم تقم الدنيا وتقعد ولم يستنفر العالم لأجل ذلك، ولم تقاطع الدول السفر إلى أميركا خوفاً ، فلماذا هذا التهويل ؟


لن نتحدث عن نظرية المؤامرة الشماعة التي تعلق عليها الأحداث، ولكن هناك أسئلة عدة يجب أن تطرح، عل الإجابات تجد طريقها إليها.

 

تجاوز عدد السكان في الصين بحسب إحصائيات العام 2019  1.4 مليار نسمة، ولم يشمل الرقم تعداد السكان في منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين وتايوان، إضافة إلى الصينيين المقيمين خارج البلاد، وبحسب أحدث إحصائيات الفايروس المستجد على البر الرئيسي الصيني فإن عدد الإصابات وصل إلى 77658 من إجمالي عدد السكان الكبير في البلاد عموماً، علماً أن 27323 شخصا غادروا المستشفيات بعد شفائهم حتى الآن.


في منطق الأرقام لا تعد نسبة الإصابات كبيرة مقارنة بنسبة العدد الإجمالي للسكان، لا نقول إن القلق إزاء انتشاره غير مبرر، بل نلقي الضوء على التهويل الإعلامي الذي ترافقه حملات كبيرة تنشر أخباراً وإشاعات قد لا تكون صحيحة، ومنها حول انتشار المرض في دول معينة دون غيرها.


لا شك أن انطلاق الفايروس من الصين يطبق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فكيف تستغل أميركا هذا الفايروس لصالح علاقاتها المضادة مع  الصين؟ وكيف تستثمر في إمكانية تأثير الفايروس على الاقتصاد الصيني المنافس الأزلي لاقتصادها؟


وهل من قبيل الصدفة أن تعد الصين وإيران معها الدولتين الرئيستين الناشرتين للفايروس والذي انتشر منهما وعن طريق أشخاص كانوا على أراضيهما إلى دول المنطقة المنكوبة أساساً بالفايروسات وغيرها؟! ولماذا نشر هذه الحالة من الهلع بين الناس في كل الدولة التي سجلت حالات إصابة بكورونا والتي لم تسجل أيضاً؟ وهل ذلك عن عمد أو غير قصد؟


على كل حال فإن منظمة الصحة العالمية قالت في أحدث تصريح :  إن انتشار فيروس كورونا الجديد يأخذ منحنى تنازليا على نحو مضطرد، وأكدت أن " الرسالة الهامة التي ستبعث الأمل والشجاعة والثقة لدى جميع البلدان هي أن هذا الفيروس من الممكن احتواؤه".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69616