نافذة على الصحافة

غربال الاعلام تايم .. دمشق تتوعد وأنقرة تبحث عن مهرب


الاعلام تايم - مواقع - صحف

 

"أي اختراق للأجواء السورية هو اعتداء تتعامل معه القوات المسلحة بالوسائل المطلوبة"، هذا لب الموقف السوري من التهديدات التركية المتواصلة والتصريحات المؤيدة لها القادمة من كل حدب، لا تهاون في قضية تحرير كل شبر من الإرهاب، وهذا حق مشروع يؤيده القانون الدولي والإنساني، مهما واصل التركي كلامه الفارغ، ومهما استمر الأميركي بإمساك مظلة الدعم له، إذ تعتبر دمشق أن الإدارة الأميركية فقدت اتزانها ولم تعد تتحلى بأبسط أدبيات التخاطب، والوقاحة الحقيقية تتمثل في سياسات هذه الإدارة في الاعتداء على الآخرين والتدخل بشؤونهم، وهو ما ردده نائب رئيس مجلس النواب التشيكي، الذي أكد أن أميركا دعمت التنظيمات الإرهابية في سورية وغيرها وتدخلت عسكرياً في شؤون دول كثيرة، وتسببت بعدد كبير من الضحايا.

 

الموقف السوري الحازم تقاطع مع الروسي الواضح والذي أكد أن موسكو لن تقبل بوجود بؤر للإرهابيين في محافظة إدلب، فيما بحث وزير دفاعها سيرغي شويغو، مع وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار هاتفياً الوضع في المحافظة، وفي السياق نفسه؛ قال الكاتب محمد خروب في "الرأي الأردنية" إن اعلان جاوويش أوغلو عن محادثات مع موسكو للحد من التوترات في إدلب, وعدم صدور موقف تركي واضح حول المُشاركة أوعدمها في قمة ثلاثي أستانا الضامن بطهران, تدفع للاعتقاد أن أردوغان يبحث عن سلّم للنزول عن الشجرة العالية التي صعدها, بعد تصريحات "نارية" لم يكتفِ بتوعد دمشق وحدها بل شملت موسكو وطهران كداعمين لسورية، وإذ لم يُعرف بعد, مَن الذي سيوفر ذلك السلّم...هل ميركل وماكرون؟ أم قمة ثلاثية في طهران كونها مُقرّرة مسبقاً؟ فإن من غير الحكمة أخذ تهديدات أنقرة بجدية, بعدما وجدت نفسها في وضع خطير ومعقّد.


فيما كتب غيفورغ ميرزايان في صحيفة إكسبرت أونلاين الروسية حول رهانات أردوغان الخاسرة في سورية، وقال إن محاولات أنقرة حل مشكلة إدلب من خلال المفاوضات مع موسكو فشلت، ولذلك يلقي الرئيس التركي بورقته الأخيرة على الطاولة ألا وهي التهديد بالاجتياح، وبذلك؛ يحاول أردوغان تخويف السوريين، وابتزاز روسيا بقطع محتمل للعلاقات الروسية التركية، ولكن، لسوء حظ أردوغان لا يتحقق اليوم لا الهدف الأول ولا الثاني.


وفي هذي الأثناء يواصل النظام التركي عدوانه إذ استقدمت القوات التركية تعزيزات عسكرية جديدة نحو الأراضي السورية، حيث دخل رتل عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب، مؤلف من نحو 80 آلية عسكرية، وبالتوازي وبحسب مصادر لصحيفة الوطن المحلية فإن الاحتلال التركي كثف عمليات توطين الآلاف من مرتزقته الإرهابيين وعائلاتهم المنهزمين من محافظة إدلب، في منطقة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي، بعد تهجير سكان المنطقة الأصليين قسراً منها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69517