نافذة على الصحافة

لماذا يقلق الأوروبيون من فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية؟


الاعلام تايم - مواقع

 

قالت صحيفة  واشنطن بوست الأمريكية، أن الأوروبيون الذين كانوا لا يطيقون أسلوب تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العالم، يخشون من احتمالية استمرار السياسة الأمريكية التي لا تكترث إلا لشؤونها الداخلية.


وتابعت الصحيفة أنه من أوباما إلى ترامب.. لا جديد، فالعديد من القادة الأوروبيين يشعرون بالقلق حيال دور أمريكا في العالم قبل وصول ترامب إلى السلطة، إذ شهدوا تركيز الرئيس باراك أوباما على آسيا وعدم اهتمامه الواضح بالاستثمار في العلاقات الودية مع أوروبا، حتى عام 2014، حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.


لكن التعاسة تجاوزت الحد حين فاز ترامب بانتخابات عام 2016، إذ حطم الرئيس الأولويات الأوروبية واحدةً تلو الأخرى بانسحابه من مؤتمر باريس للمناخ، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية، وفرض تعريفاتٍ على التجارة الأوروبية.


ولفتت الصحيفة أن العالم بات مُعتاداً على مفاجآت ترامب وصدماته، بعد إمضاء أكثر من ثلاث سنواتٍ في هذه الحقبة، وتعلَّم الدبلوماسيون أن عليهم التحقُّق من صفحة ترامب على تويتر من أجل معرفة آخر التطورات السياسية، واعترفوا بأنهم سيلتزمون الصمت حيال السلوكيات التي قد يُدينونها حين تأتي من رئيس دولةٍ نامية، مثل الضغط على المحاكم لتتعقب الخصوم السياسيين.


وقال مسؤولٌ أوروبيٌّ بارز، اشترط عدم الكشف عن هويته؛ مخافة أن يستهدف ترامب أي دولةٍ ينتقده ساستها: "ستكون الفترة الثانية مُختلفةً نوعياً إذ ستُغير المفاهيم الأوروبية عن أمريكا والديمقراطية الأمريكية".


في حين يقول غالبية صُناع السياسة الأوروبيين إنهم يُفضلون أي ديمقراطي على أن يقضوا أربع سنواتٍ أخرى مع ترامب،  لكن بعضهم يرون أن نجاح ساندرز سيُمثل إشارةً إلى أن الناخبين الأمريكيين أخذوا قرارهم بالتركيز على الشؤون الداخلية بالكامل.


ويبدو أن ساندرز بخلاف أي مرشحٍ ديمقراطي رئيسي- يعتنق آراء سياسة خارجية قد تُؤدي إلى انحرافٍ أكبر عن آراء الحزب الديمقراطي التقليدية في السنوات الأخيرة.


وبصفته حاكم برلنغتون بولاية فيرمونت، دعا ساندرز إلى سياسةٍ خارجية مُناهِضة للتدخُّل وعارض توسُّع حلف الناتو في شرق أوروبا خلال التسعينيات، قائلاً إن ذلك يستفز روسيا على نحوٍ غير مُبرر.


كما يدعو إلى الانسحاب السريع من الشرق الأوسط وأفغانستان، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تستفيد شيئاً من شن حروبٍ باهظة الثمن ولا نهاية لها.


ولكنّ ديمقراطيي الوسط يستخفُّون باحتمالية حدوث تحوُّلٍ جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة ساندرز، إذ قال السيناتور روبرت مينديز، أبرز ديمقراطيٍّ في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "لا أعتقد أن المنظور الديمقراطي يرى الحاجة إلى إعادة وضع معيارٍ لمعنى السياسة الخارجية بالكامل، وأعتقد أن الأمر ما يزال مُترسخاً في نفس جوهر الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون، والمنظمات الدولية، والعمل من أجل منع انتشار الأسلحة النووية".


ويُشير بعض الأوروبيين، الذين يتسمون بالهدوء الحذِر، إلى أن سياسات ساندرز تتماشى مع سياسات غالبية الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية في أوروبا، ليس الأحزاب الراديكالية؛ بل أحزاب يسار الوسط الأوروبي.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69333