تحقيقات وتقارير

من جرثومة في المعدة إلى استئصال الكلية !.. الأخطاء الطبية تهدد حياة الكثيرين


الاعلام تايم _ خاص


دخلت "أم سامر" إلى المشفى بحالة إسعاف لتبقى في العناية المشددة ثلاثة أيام والتشخيص غير واضح  ربما جرثومة في المعدة أو التهابات مزمنة ..! حصلت على تحاليل وعلاجات أثناء بقائها تحت المراقبة في حين كانت آلامها تزداد، تراجع وضعها استدعى نقلها إلى مشفى آخر ليتبين أن التهاباً جرثومياً بالكلية شكل خطراً على حياتها مع ضرورة استئصال الكلية فوراً ومعالجة التسمم الذي انتشر في جسدها.


ابنتها قالت: "نقلنا أمي من مشفى خاص إلى آخر خاص أيضاً فلم تكن قضيتنا المال، لكن سوء التشخيص والإهمال كان سيحرمني من والدتي. فالكثير من المشافي أصبحت مراكز لجمع الأموال فقط."


"أم سامر" واحدة من الحالات التي تتكرر ونسمع عنها دائما، فالأخطاء الطبية وسوء والتشخيص "مشكلة عالمية"، والتي تحدث غالباً في غرفة العمليات, وغرفة الطوارئ وأيضا في عيادات الأطباء.


الأخطاء الطبية عبارة عن أخطاء يتم ارتكابها في المجال الطبي نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الطبيب الممارس أو الفئات المساعدة، أو هي نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج أو نتيجة حالة طارئة يتطلب السرعة على حساب الدقة أو نتيجة طبيعة العلاج المعقد.


ومع توالي الأخطاء الطبية تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول للحد منها، والتقليل من حدوثها.


وتزداد عدد القضايا المرفوعة ضد الأطباء في المحاكم بسبب زيادة الأخطاء الطبية في المستشفيات، وبين أهل المريض المتضرر الذين يلقون المسؤولية كاملة على الأطباء، وبين النقابات الطبية التي تعتبرها ضمن الأمور المصاحبة لعمل الطبيب، يزداد يومياً عدد المتضررين.


بحسب منظمة الصحة العالمية فإن  خمسة أشخاص يتوفون في العالم كل دقيقة بسبب أخطاء طبية في المعالجة، أي أكثر من ضحايا الحروب! وذكرت المنظمة أن ملايين الأشخاص حول العالم، يتعرضون للضرر بسبب المعالجة غير الصحيحة، وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وحدها، يموت سنويا 2,6 مليون شخص حول العالم، بسبب المعالجة الخاطئة.
وترتبط معظم الأخطاء بالتشخيص الخاطئ وكذلك الأدوية غير المناسبة. بالإضافة إلى عمليات بتر خاطئة للأطراف أو عمليات جراحة المخ، التي يمكن أن "تحدث على الجانب الخطأ من الرأس".


قد يكون حدوث الخطأ الطبي أثناء إجراء جراحة ما لمريض ممكنا نوعا ما، وذلك بسبب حدوث مضاعفات غير متوقعة كحدوث نزيف شديد ليس بإمكان الطبيب إيقافه بسبب قلة خبرته، أو خطأ في تشخيصه لحالة المريض.


وتكمن أسباب المعالجة الخاطئة بحسب منظمة الصحة العالمية  في التسلسل الهرمي الصارم في الكثير من المؤسسات في المجال الطبي، حيث لا يجرؤ الموظفون الصغار على  قول أي شيء أو يفضل الموظفون إخفاء الأخطاء خوفاً من الانتقام، في حين يجب الإقرار بالأخطاء لأن الإنسان معرض للخطأ، لكن عدم التعلم من الأخطاء يعد أمراً غير مقبول.


يجب النظر إلى المشكلة من جانبين فيجب حماية المريض من خلال إيجاد القوانين الصارمة، وتدريب الأطباء تدريبا جيدا وتوفير المعدات والدعم اللازم للأطباء في الكم والكيف. ويسهم البحث الأكاديمي والعلمي لدراسة هذه المشكلة في رفع نسبة الوعي لدى الطبيب والمريض، مما سيعمل على التقليل من الأخطاء الطبية.


الطبيب في النهاية بشر وغير معصوم من الخطأ، لكن هذا لا يعني ألا يخضع للمحاسبة في حال أنه أخطأ، خصوصا إذا تناول موضوعات لا علاقة له بها أو قام بإعطاء آراء تحتاج إلى مختصين، والطبيب الجيد هو من يدرك حدود معرفته، وأن هناك من هم أكثر منه دراية في بعض الجوانب التي تحتاج لتعمق أكثر، لذلك وجد الاختصاصيون في المجالات كافة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=69082