نافذة على الصحافة

غربال الإعلام تايم: إدلب قاب قوسين أو أدنى.. وعن "الصفقة التي ولدت ميتة"


الاعلام تايم


إذا ارتضى رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان لنفسه أن يكون حامي الإرهاب فعليه تحمل المسؤولية، قالها معاون وزير الخارجية أيمن سوسان وهو يؤكد أن تركيا تعتدي على سورية منذ بدء الحرب، إذ شكلت الخزان والداعم الأساسي للإرهاب بمختلف الأشكال، وصولاً إلى وجودها غير الشرعي على الأراضي السورية، واستماتتها في حماية الإرهابيين خاصة في إدلب، وهو ما تحدثت عنه صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية التي كشفت  استعدادات جيش النظام التركي لمنع هزيمة الإرهابيين في إدلب، على يد الجيش السوري.


الصحيفة قالت : تسبب الهجوم الأخير الناجح الذي قامت به القوات السورية ضد الإرهابيين الذين يتحصنون في محافظة إدلب بردة فعل عنيفة من أنقرة، التي بدأ جيشها ينقل بنشاط مزيداً من القوات والمركبات المدرعة إلى سورية، لحماية المجموعات الإرهابية شبه المهزومة من الهزيمة النهائية، وتابعت: ينشر الأتراك "نقاط مراقبة"، الغرض الحقيقي منها هو وقف - أو على الأقل - عرقلة حركة القوات السورية، وبالتالي منع التحرير الكامل للبلاد من الإرهاب، والغرض مما تقوم به تركيا الزحف نحو ضم مزيد من الأراضي، بهدف فصل إدلب عن سورية، وتحويلها إلى قاعدة لشن هجمات على مناطق سورية أخرى وموطئ للمقاتلين التابعين لأنقرة، وفي هذا السياق انتقد الكاتب حسني محلي في موقع الميادين إنشاء نقاط المراقبة التركية، متسائلاً عن عملها وهي تضمّ عدداً قليلاً من العساكر الأتراك، ما دامت التكنولوجيا تساعد الطرفين، الروسي والتركي، لرصد أيّ عمليات عسكريّة في المنطقة عبر الأقمار الصناعيّة والطائرات المسيّرة وبعضها مزوّد بالأسلحة التي يمكن استخدامها في حال عدم التزام أحد الأطراف ببنود اتفاقية "سوتشي"، ومنها ضمان حركة المرور من الطّريق الدولي بين حلب وكل من دمشق واللاذقية بعد انسحاب المسلَّحين مسافة 10-15 كم بعيداً من هذا الطّريق.


الكاتب عبد الباري عطوان قال في "رأي اليوم" إنه لم يصدر أي رد فعل روسي أو سوري على التصعيد التركي ولكن هناك ترجيحات من أكثر من مصدر سوري، تؤكد أن الجيش العربي السوري لن يتراجع، وقد يقصف معظم نقاط المراقبة التركيّة في منطقة إدلب إن لم يكن جميعها، ويتصدى للتعزيزات التركية التي وصلت حتى الآن إلى 1500 دبابة ومدرعة وأكثر من 5000 جندي، إلى جانب إعلان حالة التأهب في صفوف مرتزقتها، وأكد أن إدلب مدينة سورية يجب أن تعود إلى حضن الدولة السورية مثلما عادت حلب وحمص وتدمر وحماة ودير الزور وكل المدن السورية الأُخرى، سلماً أو حرباً.


ورأى فارس الحباشنة في "الدستور الأردنية" أن التهديدات التركية لم تملك أي تأثير على الموقف الروسي الداعم لدمشق، وكما يبدو أن إردوغان رافض القبول بالتطور الميداني العسكري الجديد، واستراتيجياً فإن خسارة معركة إدلب بالنسبة لتركيا تعني انتهاء دورها في سورية، وما يشبه هزيمة لمشروع إردوغان التوسعي، وسيضعف أوراق تركيا بأي مفاوضات سياسية مستقبلية حول الملف السوري، وأكد أن التصعيد التركي لا يتعدى حرباً كلامية ورسائل يوجهها إردوغان إلى الداخل التركي.


"صفقة ولدت ميتة "

ما تزال قضية صفقة القرن وخطة ترامب الاستعمارية الجديدة الشغل الشاغل لعديد الصحف والمواقع؛ تحدثت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها عن الرفض الشعبي لتلك الصفقة التي تعد من وجهة نظر المواطن العربي "صفقة ولدت ميتة"، وأشارت إلى أن إمكانية تحقيقها مستحيلة نظراً لأنها تتنافى مع الواقع الذي يؤكد أن من لا يملك أعطى لمن لا يستحق، ومن ثم فإن الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال لا تعدو كونها محاولة لتجاوز قرارات الدولة والإرادة الشعبية الفلسطينية والعربية والإسلامية، ومحاولة لخلط الأوراق في المنطقة، أملاً في الحصول على تنازلات من الأمتين العربية والإسلامية ومن أصحاب القضية أنفسهم، وأضافت: تدرك واشنطن - كما هي حال إسرائيل - أن الصفقة المعلنة غير قابلة للتطبيق، وأفكارها غير ممكنة التحقق، لأنها ببساطة تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية وتتعارض مع كل القرارات الدولية، فهي تسلب حقاً أصيلاً من شعب على أرضه وتمنحه لكيان شعبه مستورد، وضمن سياق الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لفت الكاتب عريب الرنتاوي في "الدستور الأردنية" إلى أنه سيستنتج الباحث في تاريخ ذاك الصراع أن انقسام الفلسطينيين، الأخطر والأعمق والأطول، لم يفض من ضمن أسباب أخرى، إلى تعطيل «حل الدولتين»، بل أنه أيضاً كان سبباً (من بين أسباب أخرى) عطلت وستعطل حل الدولة الواحدة. وأضاف, الدولة الواحدة، والنضال ضد نظام الأبارتهيد، يقتضيان توافقاً فلسطينياً حول وجهة الحل ومضمونه، ومن مقتضياته، إنهاء كافة الترتيبات والمؤسسات التي نجمت عن "أوسلو"، بما فيها السلطة الوطنية ذاتها، ومن رهانات هذا الحل، التعويل على البعد الديموغرافي للصراع على أرض فلسطين التاريخية، بما فيها غزة بمليونيها الاثنين من الفلسطينيين.


صحافة العدو حذرت من تداعيات صفقة القرن اللاحقة، حيث حذّر ميخائيل ميلشتاين في صحيفة معاريف من "تصعيد خطير"، قد يقع في الضفة الغربية المحتلة، لا يمكن التحكم به.

ترامب زارع الفوضى

قال المحلل في صحيفة هاآرتس العبرية تشاك فرايليخ إن البرنامج النووي الإيراني وجهود توسيع نفوذ الولايات المتحدة من أهم القضايا التي شغلت الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط، وقد اتخذ بتشجيع من نتنياهو خطوتين رئيسيتين : الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران، ومع ذلك لم تحدث التغييرات التي طال انتظارها، بل على العكس إذ إن إيران تواصل برنامجها النووي ويمكنها وفق آخر تقييم لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الوصول إلى قنبلة في غضون عامين، وفي الوقت نفسه فشلت الولايات المتحدة في منع إيران من توطيد تمركزها في المنطقة؛ إضافة إلى أوامر ترامب المتناقضة فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من سورية، وفي لبنان لم تكن الجهود الأمريكية كافية لكبح جماح المقاومة شعبياً وهو ما حصل في العراق أيضاً، أما في الخليج امتنع ترامب عن الرد على الاستفزازات الإيرانية، وكل واحدة من هذه الأعمال كان يمكن اعتبارها في الإدارات السابقة سببا لرد عسكري حاد وحتى الحرب، وأكد أن السعودية ودول الخليج فقدت ثقتها بالسند الأمريكي وتسعى للتفاوض مع طهران كما ضعفت الحملة الإقليمية ضدها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69029