وجهات نظر

رياح الشمال


الاعلام تايم - خاص

 

لا تشتت الرياح العاتية والأجواء العاصفة الانتباه عما يعصفه الجيش العربي السوري في الميدان الشمالي، كما لا تثنيه عن متابعة مهامه الوطنية المتمثلة بتحرير الأرض كلِ الأرض واستعادة سيادة الدولة السورية عليها.. في عرف الجغرافيا كانت تلك المسافة التي تفصل القوات القادمة من ريف إدلب الشرقي عن تلك القادمة من ريف حلب قليلة، لكنها في وقتها وتوقيتها كبيرة بحجم سنوات انتظارها، فبعد تحرير قرى وبلدات كوسنيا وتل باجر ورسم الصهريج وبانص ورسم العيس والشيخ أحمد وأبو كنسة وجب كاس وأم عتبة، وصلت القوات المتقدمة قرية العيس وتلة العيس الاستراتيجية حيث كان الالتقاء المنشود، الذي يعني استكمال السيطرة على الطريق الدولي حلب – حماة (M5)، تمهيداً للالتقاء في محيط ما يعرف بالإيكاردا جنوب الزربة.

 

التطورات الميدانية المتسارعة وضعت تركيا في حال حرجة، فبدأت تسلك الطرق الفرعية لتصل في النهاية إلى الدرب الدبلوماسي، خشية أي مواجهة قد تفتح الباب على فصل جديد لا تريد له أن يكتب، بيد أن احتمالات المواجهة تتعدد مع إصرار أنقرة على منع الجيش العربي السوري من التقدم خاصة في إدلب، وفي خضم هذا الصراع والتناقض التركي، وليس ببعيد عن حدود أنقرة يطل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون من طهران؛ ويفتح ملف الدستورية مع ملفات عدة خلال لقاءات بيدرسون مع المسؤولين الإيرانيين، والذين عبروا عن استعداد بلادهم للتعاون في إطار احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، واستعدادها للتوسط أيضاً  بين تركيا وسورية.


عشرة أيام على مغادرة بيدرسون دمشق بعد لقاء المعلم، وتزيد.. وبحسب صحيفة الوطن فقد كشفت مصادر مطلعة أن الوفد الوطني أكد للمبعوث الأممي التزامه بالقواعد الإجرائية وبمدونة السلوك الخاصة بعمل اللجنة، مع التشديد على ضرورة أن تبقى اللجنة بملكية وقيادة سورية، ومن دون أي تدخل خارجي، كما سلّمه مقترح جدول أعمال للجولة القادمة وبأكثر من سيناريو، لتسهيل مهمته ولعقد جولة قادة لأعمال اللجنة، وإعطاء المبعوث الأممي مساحة وفرصاً أكبر لإنجاح عمله، وحتى الآن لا ردَّ من قبل بيدرسون.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=68946