نافذة على الصحافة

"غربال" الاعلام تايم.. روسيا الغاضبة .. وتركيا العاصية


الاعلام تايم - مواقع


ليست تركيا الوحيدة الساعية إلى وقف تقدم الجيش السوري في الشمال، فهناك قوى دولية تحاول حماية الإرهابيين بشتى الوسائل الممكنة وهذا تحديداً صلب موقف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في سورية، حيث أكد أن ثمة سمة مشتركة لكل الجلسات من هذا النوع وهي أنها تعقد "وبالصدفة الغريبة، كلما وجد الإرهابيون في سورية أنفسهم مهددين وتستعيد الحكومة السورية سيطرتها على أراضيها، وذكّر أن الحديث يدور وذكر أن الحديث يدور عن أراض سيادية وعن مسلحين تعد محاربتهم "حقا وواجبا على عاتق حكومة أي دولة"، وأن الإرهابيين يعمدون إلى تحويل منشآت مدنية، بما فيها مدارس ومستشفيات، إلى مواقع قتالية، في انتهاك سافر لاتفاقيات جنيف، وعبر عن غضب موسكو من يطلق الأكاذيب حول حمايتها الإرهابيين.


وفي هذي الأثناء أعلنت وزارة الخارجية التركية أن المباحثات مع الوفد الروسي حول الوضع في محافظة إدلب، والتي جرت في أنقرة بين وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سيدات أونال، ووفد روسي رأسه نائب وزير الخارجية سيرغي فيشينين، إلى جانب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف"؛ ناقشت خطوات تعزيز العملية السياسية والخطوات اللازمة لدفعها إلى الأمام، واتفق المجتمعون على مواصلة المباحثات الأسبوع القادم.


وعلى الرغم من سلكها الطريق الدبلوماسي، ما تزال أنقرة تهدد، تهدد ولا نرى طحنها، وتجوب المنابر متأبطة عبارة "التهديدات الخطيرة في الجنوب الشرقي"، وتنكر على نفسها السبب في تفشي الإرهاب داخل حدود جيرانها، بينما يراه كل العالم، موقع "بانتيون سبراوفداي" السلوفاكي أكد أن التحركات التي يقوم بها النظام التركي حالياً في الأراضي السورية تهدف إلى حماية مرتزقته الإرهابيين، ووجود قواته هناك منذ البداية، يمثل خرقاً للقانون الدولي، وقال الموقع إن تصريحات رئيس النظام التركي بهذا الشأن تمثل شذوذاً تاماً، ومردها التقدم الذي يحققه الجيش العربي السوري في إدلب، واستعادته السيطرة على عشرات البلدات والقرى من التنظيمات الإرهابية المدعومة من هذا النظام، كما أن التحركات التي يقوم بها حالياً تهدف إلى حماية مرتزقته الإرهابيين، وهو يرتكب جرائم حرب في مختلف المناطق التي احتلها، ويرسل مرتزقته ومجموعاته الإرهابية إلى ليبيا لتأمين نفوذ له فيها.


تركيا العاصية للاتفاقات الدولية ليست الوحيدة الطامعة في الشمال؛ وكالة الأناضول أفادت في تقرير أعدته استناداً إلى مصادر وصفتها بـ"الموثوقة" بأن الولايات المتحدة تنشئ قواعد عسكرية جديدة في محافظة الحسكة بغية ترسيخ تواجدها غير الشرعي في المناطق النفطية شمال شرقي البلاد، وذكرت أن الأمريكيين باشروا "على عجل" بناء قاعدة في قرية تل براك التي تبعد 40 كم عن مدينة الحسكة، بعد أن نقلت منذ نحو أسبوع الآلات ومعدات البناء من العراق عبر معبر الوليد الحدودي.

 

"صفعة القرن " .. مقاومون ومطبّعون

 

أعلن رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أن "تل أبيب" باشرت برسم الخرائط لضم الأراضي في الضفة الغربية لإسرائيل بحسب خطة ترامب، مؤكداً أن كيانه سيتلقى الدعم الأمريكي لتطبيق القانون الإسرائيلي في غور الأردن والبحر الميت الشمالي وجميع المستوطنات في الضفة الغربية بـ"دون استثناء"، وفي هذا السياق أوردت " الغد الأردنية" في مقال أن فريق كوشنر - نتنياهو سيعمد في المرحلة المقبلة، إلى استبدال الدعم الفلسطيني في الداخل بدعم عربي ودولي خارجي لتطبيق الصفقة, وفي الأساس تقوم "صفقة القرن" على مبدأ التطبيع الإقليمي والعربي مع إسرائيل لبناء منظومة اقتصادية كبرى تكون بديلاً لحل الدولتين المنصوص عليه في القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية, والاختراق الذي حصل في العلاقات السودانية الإسرائيلية، والحديث عن قمة في القاهرة، واجتماعات البيت الأبيض السرية بين أطراف عربية وإسرائيل، تصب مجتمعة بخطة كوشنر لتأمين حزام عربي ودولي لـ"صفقة القرن", لكن، في "الداخل الإسرائيلي" قلق عميق من الخطوات المطلوبة وفق الصفقة, وأكثر ما يثير المخاوف التداعيات الناجمة عن خطوات ضم غور الأردن والمستوطنات والقدس الشرقية، خاصة مع تنامي التصعيد الشعبي في الضفة الغربية، واحتمالات انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة، وردود الفعل من جانب الأردن على هكذا قرارات، بالإضافة إلى غياب الشريط الفلسطيني، أما "الرأي الأردنية" فتحدثت عن هرولة العرب إلى التطبيع مع إسرائيل وأكدت أنه لم يكن يخطر في بال أحد أن يصل "تسونامي التطبيع" مع دولة العدو الصهيوني إلى هذه الدرجة من الاستفزاز والمس بمشاعر وكرامة مئات الملايين من الشعوب العربية.


فيما يبدو الداخل الصهيوني في انتظار المجهول، صحيفة يديعوت أحرنوت قالت إنّ إسرائيل تواجه فرضيتين خطيرتين حساستين في غزة : إما توسيع دائرة ما سمتها "التفاهمات الإنسانية" تشمل تغييراً استراتيجياً تجاه التعامل مع غزة، أو التحضير لعملية عسكرية واسعة، وهي تعيش واقعاً غريباً في قطاع غزة في الشهر الأخير من خلال زيادة وتكثيف إطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات الجنوبية في منطقة غلاف غزة، وأشارت إلى أن الكيان على بعد أقل من شهر على الانتخابات الإسرائيلية، ولا يبدو أنّه يستطيع اتخاذ قرار واضح بشأن الخيارين الأساسيين
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=68943