نافذة على الصحافة

حيّز إدلب الكبير


الاعلام تايم - مواقع

 

تأخذ العملية العسكرية في الشمال السوري حيزاً كبيراً من الاهتمام؛ من جهة قيمة الانتصار المنتظر منذ أعوام طويلة، وخطورة التدخل التركي في أراضي الغير؛ الكفيل بدحرجة المنطقة إلى حرب لا تحمد عقباها.. الكاتب والمحلل عبد الباري عطوان رأى في "رأي اليوم" أن المطلوب من الرئيس أردوغان تقديم مصالح تركيا الاستراتيجية على مشاعره الشخصية تجاه الدولة السورية، والإبقاء على علاقاته التحالفية مع روسيا، وأي خيار آخر يعني المزيد من الخسائر، وانتقال الحرب في سورية من حرب بالإنابة إلى حرب مباشرة لن تكون نتائجها في مصلحة تركيا، أما سورية فليس لديها ما يمكن أن تخسره ولا يجب إغفال الدعم الروسي الإيراني لها، ووقوف مصر ودول خليجية الوشيك في خندقها.

 

أما الكاتب حسني محلي فأشار في مقال نشرته جريدة الأخبار اللبنانية إلى أن كل المعطيات قد جعلت من الرهانات "حرب أعصاب" بين الأطراف الثلاثة؛ روسيا وسورية وتركيا، مع متابعة عسكرية وسياسية إيرانية، وأكد أن كل المعطيات تنبئ بنوع جديد من التوتر الثنائي أو الثلاثي في الأيام القليلة المقبلة، في حال استمرار التهديدات التركية وترجمتها على الواقع في المناطق التي تشهد عمليات للجيش السوري، وقال : مع محاولات أردوغان إقناع بوتين بهذا الموضوع، حسم تصميمُ الجيش السوري مصير سراقب، وربما بعد ذلك أريحا لتضييق الحصار على إدلب المدينة، فيما لا تخفي أوساط سياسية وعسكرية تخوفها من احتمالات المواجهة الساخنة مع القوات السورية المدعومة جواً من الطائرات الروسية.


محمد خروب أشار في "الرأي الأردنية" إلى أن علاقات موسكو– أنقرة وضعت على مسار تصادُمي، رغم حرصهما الظهور بمظهر من تُنسق خطواتها مع الأخرى، في ظل مرحلة جديدة تعبرها الأزمة السورية بات يصعب على كلتيهما وبخاصة موسكو، القبول بقواعد لعبة المراوغة التي يواصلها الرئيس التركي في مقاربته الجديدة الرامية إلى منع الجيش السوري من استعادة كامل محافظة إدلب، بعد إخلاله المبرمج باتفاق سوتشي المُوقع بينه والرئيس بوتين في 17 أيلول 2018 والذي لم يجد طريقه إلى التنفيذ.


صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية تحدثت عن  التصعيد التركي في إدلب، وما اعتبرته "التطاول على روسيا"، وضرورة أن ترد الأخيرة على تمادي تركيا قبل فوات الأوان، وأكدت أن هناك شيئاً واحداً واضحاً، هو أن الأتراك لا ينوون التراجع، وهدف أردوغان السياسي هو حلب، بينما  رأت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن العلاقات التركية الروسية تشهد لحظة امتحان حول سورية وليبيا والغاز، وأوضحت أن تركيا عانت من مشكلات في علاقاتها مع روسيا؛ لأن موقفها ضعيف في الكثير من الملفات، ما سمح لروسيا بمواصلة سياستها الحازمة، وتحدثت صحيفة لانتي ديبلوماتيكو الإيطالية عن التوترات المستجدة في محافظة إدلب، وقالت إنّ الأحداث الأخيرة ستؤثر بشكل سلبي على الثقة المتبادلة بين روسيا وتركيا، وأوضحت : على الرغم من خطورة الوضع الحالي في المنطقة، إلاّ أنه من غير المرجح أن تبدأ تركيا عملية عسكرية جديدة، ولا يبدو أنّ أنقرة تريد تعكير صفو علاقاتها الجيدة مع موسكو.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=68844