نافذة على الصحافة

أوباما يترقب بوتين وعينه على طهران !


محمد صادق الحسيني

كثيرة هي المتغيرات التي يشهدها العالم والمنطقة هذه الأيام، وإن كان الثابت فيها حتى اللحظة واحداً:" قرار فلاديمير بوتين استعادة الأمجاد الغابرة لروسيا القيصرية ولموسكو السوفييتية وكل ذلك ما كان ليتم لولا صمود الرئيس السوري وجيشه وشعبه وحلفائه في جبهة المقاومة بوجه الحرب...

صحيح أن بوتين سرعان ما أدرك صوابية ما قاله المنظّر الاستراتيجي الامريكي جون كانون في اربعينيات القرن الماضي، ألا وهو أن الاتحاد السوفياتي، مثله مثل روسيا القيصرية، لا يمكن أن يعيش إلا عبر التوسع، من هنا نصح كانون صنّاع القرار الامريكيين في ذلك الحين بتطويق الاتحاد السوفييتي بمجموعة من الأحلاف العسكرية بلغت44 حلفاً بين عامي1947و1949.

قرار بوتين بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا إذن يأتي ضمن هذا الاطار، وهو يعكس ما لحظه وزير الخارجية السويدي كارل بليدت الذي رأى في مقابلة حصرية مع (سي إن إن) أن ما يجري في القرم بحسب اعتقاده ما هو إلا بداية اللعبة بالنسبة لبوتين، وأن هناك صورة أكبر للقضية.

وأضاف:"إذا قرأت بتمعن خطاب بوتين المطول في الكرملين، فإن ما قاله حول المطالبات التاريخية وما إلى ذلك تنطبق ليس فقط على القرم ولكن على مناطق بجنوب أوكرانيا.. وهنا علينا أن نكون بحالة تأهب قصوى من تهديد قيام بوتين من التحرك أبعد حتى عسكرياً إلى ما بعد القرم، إنني مقتنع تماماً أن أجندة بوتين ليست القرم بل العاصمة الأوكرانية كييف.

ولا شك فإن انضمام القرم ليس مجرد تعديل بسيط في الحدود الدولية فحسب، مع أن التعديل في الحدود أمر خطير ونادر الحدوث في القارة العجوز منذ استقرت على شكلها الحالي في الحرب العالمية الثانية، بل إن هذا الضم له نتائج على مجمل موازين القوى الاوروبية والدولية، وله انعكاسه المباشر، إحماء لشدة الصراع في المنطقة العربية .

لكن المهم، في ما يتعلق بالنظام الاقليمي المرتقب حسب الخريطة الامريكية، هو ما يحصل على الجبهتين المصرية والاسرائيلية، وما تستبطنه من دور مرتقب لكل من القاهرة وتل أبيب، أخذا في الاعتبار الحاضنة الخليجية لهاتين العاصمتين.و ما يحصل من تصعيد في الجولان السوري المحتل، وما جرى من اغتيالات في الضفة الغربية لا يخرج عن هذا السياق. والصراعات الداخلية السعودية والمتغيرات في العلاقات البينية الخليجية، وبينها وبين الولايات المتحدة،لا شك تعتبر عاملاً مقرراً في اتجاه رياح المنطقة.

زيارة أوباما الى الرياض وهو الذي مهد لها بتصريحات في غاية الأهمية عما سماه " بضرورة مواكبة شركائنا من السنة للتغيرات الحاصلة في السياسة الخارجية الامريكية بخصوص ايران .." وان الايرانيين استراتيجيون وغير متهورين وغير انتحاريين وبعيدو النظر ويحسبون بموازين الربح والخسارة ولذلك أتوا الى طاولة المفاوضات .. كما ورد في مقابلة اوباما الشهيرة مؤخرا مع مجلة ذي اتلانتيك.. ما يحمل رسالة قاسية إلى حكام الرياض بضرورة الاستعداد لما هو أخطر واصعب عندما يقول:"التغيير دائما كان مخيفاً.. الأمر الذي يفهم منه بأن على الرياض أن تقدم على خطوات مؤلمة في هذا السياق" .

العاهل السعودي التقط الإشارة على ما يبدو وقام بالخطوة الجراحية الأخطر في تاريخ المملكة :"إقصاء السديريين من وراثة العرش السعودي من خلال قراره بتعيين الأمير الأصغر المتبقي من العائلة الحاكمة اي مقرن بن عبد العزيز وهو الأمير من أم يمنية ولياً لولي العهد أو ولياً ثانياً على أن يصبح هو الملك في حال شغور منصب الملك وولي العهد الحالي بوقت واحد.. وأن هذا القرار غير قابل للتغيير .. بما يعني إسقاط هيئة البيعة وإفراغها من مضامينها ومفاعيلها .. ما يعني تنصيب مقرن ملك الظل والحاكم الحقيقي في ظل ما هو معروف عن حالة الملك وولي عهده الحالي الأمير سلمان ووضعهما الصحي ….!.

العالم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=6876